قال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: إن الموطنة الصالحة هي حقيقة النصح والتوجيه لأبناء الوطن والبعد عن الشر، ويراد بها أيضا أن يكون المواطن صالحا يسعى لخير بلده ومجتمعه ويسعى في الإصلاح والخير ويكون مسؤولا عن أمته، لافتا سماحته إلى أن المواطنة تتطلب منه أن يكون جنديا صادقا يدافع عن عقيدة الإسلام وعن أخلاقة، وألا يكون متسترا على محدث ولا آويا له، ولا مدافعا عنه، بل يكون الإنسان مواطنا صالحا لا يرضى لنفسه ولا لبلده سوءا، سواء كان بإيواء أصحاب الفكر الضال إما بتأييدهم وإعانتهم أو إخفاء أمره وتبرير موقفه وكل هذه من الأمور الخطيرة. وأشار المفتي إلى أنه يجب على الخطباء معرفة أن الكلمات أمانة وأن تكون خطبهم مواكبة للمشكلات الأسبوعية واليومية، وأن يكون مطلعين على كثير من المعلومات المذكورة بخطبتهم، وأن تكون قصيرة وثرية بالمعلومات ولابد أن يعلم أنه طالب علم وعليه أن يحترم المنبر من خلال إعداد خطبة مفيدة، حاثا الأئمة والخطباء أن يكون يدا واحدة ضد من يحاول تشويه العقيدة وولاة الأمر، فلهم دور كبير في الأمن الذي نحن فيه، حاثا الخطباء على الدعاء لجنودنا في الحد. جاء ذلك خلال لقائه بأئمة المساجد والخطباء والدعاة في ملتقى «الانتماء والمواطنة ودور الخطباء والأئمة والدعاة في ترسيخها». من جانبه قال أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز: يشرفني أن أنقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمؤتمركم هذا ولكم جميعا في كل مكان تحيات رجل وهب نفسه لخدمة دينه وبلاده ومواطنيه، فهو المؤسس لمنهج حديث في التعامل وعلم الإدارة واستفدنا منه في أعماله ومعطياته وكان لنا عمله نبراسا واضحا نجعل منه منارة إشعاع تضيء لنا الطريق لنصل إلى الهدف المنشود. وقال فيصل بن بندر: إن أفضل انتماء هو ما ننتمي إليه من الدين الحنيف الذي أسس على بناء واضح في هذه البلاد، أننا نفخر به ونجاهد من أجله لنجعله دائما علامة بارزة على أرض هذا الوطن وفي كل صقاع العالم لا نقبل أي تشكيك، فالتشكيك وارد من أعداء الإسلام بهذه البلاد وأهلها، وأول من شككوا فيه هم أنتم أيها الخطباء والدعاة، شككوا في الجميع من خارج هذه البلاد ومن زمرة من داخله، لا يمكن أن نوافقهم على هذه الادعاءات الباطلة، فهذا منهج هذه الأمة وهذه البلاد واضح لا تشوبه أي شائبة، لافتا إلى أن المواطنة شيء عظيم، فلا نستمع إلى كل من يشكك بهذا العنصر الهام الذي يجعلنا دائما نعيش أقوياء بوطننا وأبنائنا. من جهته، حذر عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح الفوزان، الأئمة والخطباء والدعاة من عدم تعرضهم إلى ما تمر به هذه البلاد من أزمات وتكالب الأعداء واجتماعهم على وطننا، فعدم تعرضهم لهذا في خطبهم وكلماتهم يعد خللا عظيما بل أن هذا من الخيانة، فلابد من التنبيه على الناس بأهمية ما تمر به بلادنا والتركيز على أهمية التكاتف والالتفاف حول ولاة الأمور والعلماء، ومحذرا من الذين يسعون إلى إثارة الشائعات والاراجيف والتشويش على الناس من المنافقين وغيرهم. وأكد الفوزان أنه يجب الاهتمام بالوطن والدفاع عنه بكل ما يخل بأمنه ويضرب بأفكار وافدة ومنحرفة تسعى إلى الإخلال بالأمن والاستقرار وشق الصف وزعزعة الوحدة، وضرب وحدتنا والتشكيك في تلاحمنا، لافتا إلى أن الاستراحات قد اصبحت مكانا ومحضنا لنشر الأفكار الضالة والمنحرفة، حيث تتم تلك اللقاءات في تلك الأماكن بالمغرر بهم دون رقيب ولا حسيب. وخاطب الفوزان الأئمة والخطباء والدعاة بأنهم السد المنيع ضد هذه الأفكار الوافدة المنحرفة، وأنهم مسؤولون أمام الله ثم أمام ولاة الأمور، فلا يليق بالإمام التغيب عن المسجد من أجل النزهة والترويح والتمشية إلا بعذر؛ لأن ذلك من خيانة الأمانة التي أؤتمن عليها من قبل ولي الأمر، فالإمام قدوة وموجه.