حذر سماحة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ من إيواء أهل الإفساد والضلال بالتستر عليهم وعدم الإبلاغ عنهم أو بتأييدهم فيما يقومون به من أعمال مخلة أو أفكار منحرفة. وحث سماحته خلال مداخلة هاتفية المشاركين في "دورة تأصيل فقه الانتماء والمواطنة "الأئمة والخطباء المشاركين بالدورة أن واجبهم تجاه أمتهم وأوطانهم يحتم عليهم التعاون لما فيه سلامة الناس ودينهم وأمنهم. مؤكداً بأن جائزة الأمير محمد بن فهد للدعوة والمساجد خطوة مباركة تضاف إلى الإنجازات المباركة لصاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية. وعد سماحته هذه اللفتة الكريمة بإنشاء هذه الجائزة أحد روافد تطوير الأعمال الدعوية والمنبرية في المنطقة مما يجعلها تحقق أهدافها المرجوة بإذن الله، مطالباً بإقامة مثل هذه الدورات التأصيلية في مثل هذه الأوقات التي تموج بها الفتن والشبهات من كل حدب وصوب . وقال سماحة المفتي إن موضوع التأصيل الفقهي للمواطنة الصحيحة هو حب الوطن والذي يأتي على قسمين حب طبعي للوطن فكل انسان يحب وطنه ودليل ذلك قصة نبينا صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكه الى المدينة وقال (والله إنك لأحب البقاع إلى الله ولولا أن قومي أخروجني منك ما خرجت). وأضاف سماحته بأن المسلم يحب وطنه محبة ترتبط بدينه ويعلم أن وطنه وطن إسلامي وأمانة ملقاة على عواتقه وأنه مسؤول عن أداء هذه الأمانة والواجب السعي بالأخلاق الحميدة وبث الطمأنينة وبذلك يكونوا مواطنين حقا. وأضاف سماحته أن يحرص الأئمة على الكلمة الصادقة والتوجيه النافع فمتى استقامت فطرة دعاتنا نحو الإسلام حقا كانوا بذلك دعاة خير يمدون ويبشرون ويدعون للخير ويحذرون من الشر ومتى استقام الخطيب في قوله وحسن حديثه وجعل من خطبه ما يريد خيرا وصلاحا وإنقاذا للأمة بكلمات نافعة ومفيدة ومؤثرة ومبشرة كان الخطيب ناجحا. وأضاف بان الخطيب الناجح من يصعد منبره وقد حضّر موضوعه وفكّر في مضامينه من قبل وأتى في كل جمعة بكل ما تحتاجه المجتمعات متلمسا ومعالجا قضاياهم بصورة معتدلة ووسطية بعيدة عن غلو وتطرف وإفراط وتفريط , مشددا سماحته على حاجتنا لخطباء اصحاب فطر سليمة ودعوة صادقة بهم من ادب الحوار والخطاب ما يشرح الصدر ويقر العين وفق أحاديث نافعة تؤثر في سلوك السامعين , ولا نريد خطبا تدعو الى مهاترات والى كثرة كلام وخطاب لاينفع ولايفيد فلسنا بحاجة اليوم الى خطب كلها ترهات بل نرغب ونلح بطلبنا في خطب معتدلة ومتوازنة ونافعة في أسلوبها و موضوعيتها بحيث يخرج المصلون بأعمال يوميه وشهريه وحولية. وقد اختتمت دورة "تأصيل فقه الانتماء والمواطنة" مساء اول أمس الاثنين بحضور أمين عام الجائزة الشيخ عبدالله اللحيدان وعدد من المسؤولين من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومعهد الأئمة والخطباء . وفي لقا مع "الرياض" قال الشيخ عبدالله اللحيدان مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية الأمين العام لجائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود للدعوة والمساجد , بانه سبق تنفيذ هذه الدورة في الرياض وستقام كذلك في كل من القصيم والاحساء وحفر الباطن , متمنياً ان تحقق الدورة اهدافها , مشيراً الى انهم وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد سيتابعون إقامة هذه الدورة من منطلق عدم الشك في الانتماء ولا تهمة وإنما تأصيل فقهي لمسألة المواطنة , مشدداً على أن يكون لأهل العلم مرجعية ولابد من تأصيل هذه المسألة من خلال رؤية وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بأن يعاد الأمر لأهله . وعن التجديد في الخطاب المنبري قال اللحيدان بأن التجديد لن يكون إلا في الأساليب وكما هو معلوم بأننا متمسكون بما قال الله سبحانه وتعالى وقال الرسول صلى الله عليه وسلم الصالح لكل زمان ومكان . واختتم بالإشارة إلى ان هذه الدورات تزيد من الائمة والخطباء والدعاة علماً , داعياً الى استمرارها حتى تعم الفائدة جميع مناطق المملكة .ونوه مدير معهد الائمة والخطباء قاسم المبارك في ختام الدورة الى ان الوزارة تعني بالإشراف والمتابعة والعناية بالائمة والخطباء والدعاة والوعاظ وطلبة العلم , وتولي جل عنايتها وكبير اهتمامها بثوابت الوطن وحقوق المواطن , من خلال سعيها الى تفعيل دور منسوبيها في ترسيخ وتأصيل الناحية الشرعية لمفهوم الانتماء والمواطنة في المملكة ، وتعزيزه ببرامج علمية يتولاها نخبة من العلماء والمشايخ المتميزون بالتجربة ومنها هذا البرنامج الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع أمانة جائزة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ال سعود، مشيراً الى انه بلغ عدد الحضور مايزيد عن ال 780 مابين امام وداعية وخطيب وطالب علم . ثم تم تكريم الأئمة والخطباء والدعاة والمشاركين في الدورة التي أقيمت على مدار ثلاثة أيام على فترتين من بعد صلاة العصر حتى الساعة التاسعة مساء بمقر الغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة الشرقية .