«الناجحون يدرسون المخاطر جيدًا ويرسمون لأنفسهم خطوط رجعة؛ ونادرًا ما يقفزون خطوات كبيرة، بل يتقدمون خطوات صغيرة متتالية ومحدودة المخاطر ومدروسة في اتجاه الهدف». قبل نحو من سنة أو زد على ذلك قليلًا تم تعليق آلية ترقية البعثة التعليمية من مرحلة إلى أخرى، لا بل إن «أيقونة» ذلك الإجراء حذفت/ جمدت من على مواقع الملحقيات التعليمية وأصبح يتعيَّن على من تتوافر فيه كافة شروط ترقية البعثة التعليمية من البكالوريس إلى الماجستير أو من الماجستير إلى الدكتوراة أن يشخص بعينه إلى مقر الوزارة، وكالة وزارة التعليم للابتعاث للقيام بالإجراءات المطلوبة مما يحمِّل المبتعثين والمبتعثات مصاريف باهظة وإجهادًا غير مبرر، ناهيك عما يصاحب ذلك من انقطاع أو تعليق للقبول في البرامج الدراسية، ومعلوم أن الذين يرومون ترقية بعثاتهم عادة هم من المتميزين دراسيًا لا بل وأن التخصصات التي يرغبون ترقية البعثة إليها من التخصصات النادرة كالطب بفروعه والهندسة والتي عادة ما يصعب حصول القبول فيها، ما لم يكن الطالب/ الطالبة من المتميزين علميًا. لقد تواصل معي ثلة من المبتعثين في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وبريطانيا العظمى ناهيك عن أستراليا ونيوزلندا يعقدون الأمل في نواصي معالي وزير التعليم الدكتور أحمد محمد العيسى الذين كما يصفون أنه يمقت البيروقراطية أن يوجه بإعادة النظر في «الأيقونة» المحجوبة إلى سابق عهدها، وأن تعاد صلاحية الرفع بترقية البعثات للملحقيات التعليمية كما كان عليه الوضع من ذي قبل خاصة أن ثمة لجنة دائمة في وكالة الوزارة للابتعاث تتولى دراسة طلبات ترقية البعثات بتأنٍ وتصدر بشأنها القرارات المنظمة لهكذا أمر.. إن بقاء المبتعث/ المبتعثة في مقر دولة الابتعاث ريثما يصدر قرار اللجنة بالترقية يحول عادة دون وقوع الإشكالات الخاصة بالتأشيرات الدراسية في حال انقطاع البعثة أو توقفها ومن ثم إعادة استئنافها مما يعطي هذه الفئة دفعة قوية للمزيد من التميز. إن المبتعثين المستحقين لترقية بعثاتهم قد لا تتجاوز نسبتهم ال(1%) في التخصصات العلمية والتطبيقية وبالذات الطب ولديَّ أكثر من بريد إلكتروني من طلاب وطالبات حصلوا وحصلن على قبولات غير مشروطة لمواصلة دراستهم العيا في مختلف علوم الطب من مثل: علوم الخلايا والأورام من كل من كلية الجراحين الملكية في دبلن بإيرلندا وكلية الطب في جامعة ادنبره، جامعة ابدين، جامعة غلاسكو وفي جامعات أخريات أيضًا، ومعلوم أن هذه الجامعات لا تقبل إلا من كان مميزًا ومتميزًا. يؤمل في وزير التعليم أن يعيد لهؤلاء الأمل في مواصلة دراستهم دونما انقطاع ليعودوا مسلحين بأعلى المؤهلات ليخدموا وطنهم ومواطنيهم بكل مهنية واقتدار.. والله المستعان. * ضوء: (العظيم هو الذي يحب الآخرين، ليس من أجل ما يمكنهم من تقديمه له، بل من أجل ما يمكنه أن يقدمه لهم). [email protected]