بدلاً من الانتظار طويلاً في طابور العاطلين عن العمل قرر عدد من الشباب السعوديين اقتحام سوق العمل الحر على طريقتهم بجرأة وطموح كبيرين وذلك بطرق مجال يكسب ذهبًا كان ولا زال حتى الآن وقفًا على الوافدين بنسبة عالية، غير أن هؤلاء الفتية ركلوا كل المفاهيم البالية عن العمل المهني، التى طالما أقعدت الكثيرين عن الانطلاق نحو آفاق المستقبل الواعد، وسجلوا قصص نجاح تتحدث عن نفسها حيث افتتح أحدهم مطعما اكتسب شهرة كبيرة وحقق أرباحًا وفيرة، ويتطلع لافتتاح سلسلة من المطاعم بدعم وتشجيع من رواد المطعم، كما تألق آخرون في هذا المجال تاركين أرصفة الانتظار للوظائف للمتكاسلين والمتكئين على تلك المفاهيم المنقرضة. نشاط وحيوية ففي داخل أحد مطاعم الوجبات السريعة يقف الشاب رائد سعيد بكل نشاط ووجهه يشع نورًا وتعلو محياه ابتسامة الرضا بما يقوم به، فعمله لا يقتصر على وظيفة واحدة فتارة يكون محاسبًا، وأخرى بائعًا، كما يساعد كذلك في تغليف الطلبات الخارجية، ولا يتردد في إنجاز أي عمل مهني يعود على المحل بالفائدة مهما كان بسيطًا، لاسيما أنه حذف مفردات العيب والتعيير من قاموسه تمامًا، كما يقول سعيد عبر عن سعادته بعمله بقوله: «أشعر بالراحة النفسية أثناء عملي في المطعم، خاصة حينما أشعر برضا الزبائن عن ما أقوم به»، مضيفًا: «يستغرب بعضهم حينما يعلمون أني سعودي، لا سيما أني ألبي جميع طلباتهم في وقت قياسي، ولا أترفع عن تقديم أي خدمة تشعر الزبائن بالرضا طموح متصاعد أما الشاب حمزة رضوان فلم يحبذ أن يظل حبيس عمله في القطاع الخاص فقط، بل كان يتطلع لزيادة دخله فوجد ضالته في أن يفتتح مطعمًا لتحضير الوجبات للمناسبات، خاصة أنه اكتسب مهارة الطبخ منذ صغره، فكان يقضي ساعات طويلة في المطبخ ليتعرف على طريقة تحضير الأطعمة. لكن تكاليف المشروع حالت بينه وبين حلمه فاضطر إلى أن يبدأ مشروعه في المنزل بمساعدة والدته، ومن ثم عرض الأصناف التي يشارك في إعدادها عبر وسائل التواصل لتعريف الزبائن بها. وأضاف: «لم أكن أعلم أن يجد مشروعي هذا الإقبال حتى أني شاركت في معرض شباب الأعمال الثاني ووجدت إعجابًا كبيرًا من رواد المعرض بمشروعي وأصبح المتابعون لنا في مواقع التواصل الاجتماعي يدعمونا بالأفكار». وحينما يعلم راغبو الوجبات خلال اتصالهم به بأنه سعودي يبدون إعجابهم بذلك ويطالبونه بالاستمرار، قائلًا: «أخيرًا جنيت ثمار تعبي وافتتحت فرعًا لمطعمي بعد تكوين قاعدة كبيرة من الزبائن، وبعد الافتتاح وجدت دعمًا كبيرًا من رواد المطعم الذين دأبوا على تشجيعي بمواصلة العمل». طهاة سعوديون ولم تختلف قصة نجاح الشاب عبدالمجيد جيزاني مع العمل المهني عن سابقه، فقد افتتح مطعمًا للوجبات السريعة بعد تخطيه صعوبات عدة، قائلا: «تخرجت من المعهد الثانوي الصناعي ولم يرق لي أن أنتظر في طابور العاطلين فاقترحت على والدي فتح مطعم فأعجب بالفكرة وبدأت في تنفيذ المشروع بمساعدته». وأضاف: «أعمل في المطعم برفقة شباب سعوديين يعملون معي في مجال الطهي والمحاسبة والإدارة وأملي هو افتتاح فرع أخر من مطعمي وأتمنى من الجهات المختصة أن تدعم المشروعات الصغيرة السعودية». وتابع: «نحن شباب نستطيع أن ننجز الكثير إن وجدنا التشجيع والمساعدة»، داعيًا أقرانه السعوديين إلى كسر حاجز العيب والانخراط سريعًا في العمل المهني الذي سيكون له مستقبل واعد. المزيد من الصور :