تمكن ثلاثة أخوة من إنجاح مشروع في حي الروابي بالرياض وتحديدا مقابل كلية المعلمين تعثر فيه أخوهم الصغير بعد أن هربت العمالة التي تشغله بعد ثلاثة شهور من افتتاحه، واستطاعوا خلال ثمانية أشهر من تكوين قاعدة كبيرة من الزبائن بفضل تسويقهم الجيد وأمانتهم وتشجيع المجتمع السعودي لهم وثقتهم في الشاب السعودي .وعلى الرغم من أن مجموعة من العقبات واجهتهم في بداية المشوار إلا أنها لم تثنيهم عن الاستمرار والإصرار على بذل الجهد وتكثيف الجهود لتحقيق النجاح ، وهؤلاء الشباب أكدوا على أن عملهم في مطعم للوجبات السريعة هو مدعاة للفخر والاعتزاز، مطالبين كافة الشباب السعودي أن يحذوا حذوهم بالدخول في سوق العمل. كما استطاع هؤلاء الشباب أن يطبقوا مفهوم السعودة بمعناها الصحيح بالإضافة إلى أنهم أصبحوا دليلاً وتجربة ناجحة يسترشد بها كل شاب سعودي " عاطل " للدخول في سوق العمل الذي يراه هؤلاء الشباب أفضل من العمل في الوظيفة التي يعتبرونها سجنا وظيفيا. وقد تم رصد الإقبال الكبير من الزبائن الذين أكدوا بأن حضورهم اليومي لشراء الوجبات من هذا المطعم ليس تشجيعاً فقط بل لأنهم على ثقة تامة بأن هؤلاء الشباب السعودي يجهزون الأطعمة بأمانة ولا يمارسون أي غش في عملهم وقد بين سليمان ( أحد زبائن المطعم يومياً ) بأنه يفضل هذا المطعم على المطاعم العالمية المنتشرة في الرياض خاصة وأن جميع اللحوم منتجات وطنية وتجهز في المطعم بأيدي هؤلاء الشباب، مشيراً إلى أنه عميل للمطعم لمدة ستة أشهر كاملة ولم يلاحظ أي ملاحظة أو زلة عليهم وهو فخور بأن يوجد في الرياض مثل هؤلاء الشباب المكافحين. وحول بداية فكرة هذا المشروع الصغير قال الشاب محمد حسن القبيشي ( صاحب الفكرة ) أنه لا يحبذ فكرة العمل كموظف وتقاضي راتباً شهرياً حيث يرى بأنها سجن وظيفي وقتل لطموح الشباب وتفريغ لطاقته وحيويته الشابة في مكان قد لا يقدر الإمكانيات التي يمتلكها، ومن هذا المبدأ أقتحم محمد سوق العمل وافتتح مطعماً للوجبات السريعة مشيراً إلى أنه عانى ما يعانيه كل من يرغب باستقدام عمالة واستخراج تراخيص للمحل ولكنه أصر على المضي في طريقه ، ولكنه أصيب بإحباط شديد بعد أن هربت العمالة التي تعمل في هذا المطعم وكان قاب قوسين أو أدنى من أن يتراجع عن مبدئه إلا أن عزيمة أخوته الثلاثة بالتعاون معه والعمل في المطعم وتقاسم الأدوار أحيت آماله وتطلعاته لينطلق من جديد لإنجاح مشروعه الصغير. وبين محمد أنه خلال الشهور السبعة التي عمل فيها هو وأخوته أكدت له بأن الشاب السعودي يظلم نفسه حينما يبحث عن وظيفة ويهدر وقته والسوق السعودي يعتبر مميزاً للاستثمار والتجارة ، بالإضافة إلى أن الشاب السعودي يقدم خدمة لوطنه حينما يشغل مكاناً يستغله الأجانب ويتكسبون منه مبالغ طائلة تخرج من بلادنا إلى بلادهم ، وأكد أنه لو عرض عليه وظيفة بثمانية آلاف ريال لن يقبل بها في ظل النمو والأرباح التي يحققها مثل هذا المشروع الصغير. وأوضح محمد أنه هو "الشيف" في المطعم حيث يبتكر الأكلات الجديدة والمناسبة للمجتمع السعودي بالإضافة إلى إدارة المطعم وتنظيم العمل ما بين إخوته وتوجيههم، وفيما يخص تعامل مراقبي البلدية أو غيرهم بين أنهم في كل مرة يزورون المطعم يهنئونهم على النظافة ويشدون على أيديهم ويطالبوهم بالاستمرار ودعوة الشباب السعودي للحذو حذوهم. وأشار محمد الى أن عدد الموظفين في المطعم بالإضافة إلى أخوته الثلاثة موظف سعودي رابع وعامل أجنبي للمساعدة في بعض الأعمال الجانبية في المطعم، وبين أنه عمل معه موظفون سعوديون خلال الشهور الماضية ولكنهم غير جديين كما أنهم غير منضبطين في أوقات العمل، كما أشار أيضا إلى أن المجتمع السعودي يشجعهم باستمرار من خلال الحضور إلى المطعم من فترة إلى فترة أو يومياً. وعلى الرغم من أن الكثير من الجهات سواء الحكومية أو الخاصة تقدم الدعم للشباب السعودي وللمنشآت الصغيرة، بالإضافة إلى أنها دائماً ما تعلن في الوسائل الإعلامية وتدعو الشباب السعودي للتقدم إليها إلا أن محمد بين بأنه لم يعلم بها في بداية مشروعه مشيراً إلى أنه ربما بأنه من الشباب السعودي غير المتابع للإعلانات أو الصحف، مشيراً في الوقت ذاته بأنه لو كانت تلك الجهات ترغب بأن تصل إلى الشباب السعودي لكان أفضل بأن تكون إعلاناتهم في أماكن تواجد الشباب مثل الملاعب الرياضية أو مقاهي الكافي شوب أو الحدائق. وفيما يخص التسويق يتكفل الشاب عبد الله القبيشي بهذه المهمة ويحاول ابتكار الأفكار لجذب أكبر عدد من الزبائن، وقد كان لأفكاره نجاح كبير بعد أن استطاع أن يسجل في برنامجه التسويقي ما يقارب ل 200 زبون خلال أسبوع، والذي هو عبارة عن تناول وجبة مجانية بعد أن تتناول وجبتين بالإضافة إلى منح وجبة مجانية لكل زبون يحضر زبونا جديدا. ويضيف عبد الله ( الذي يعمل في احدى الجهات في القطاع الخاص ويباشر عمله في المطعم مساء ) أن الأفكار كثيرة وسهلة في نفس الوقت خاصة وأن هذه الأفكار هي من الاقتراحات التي يقدمها الزبائن مما يجعلهم قريبين من الزبائن ويعطيهم انطباعاً جيداً بأنهم مشاركون في المطعم وتطويره وأن صوتهم مسموع مما يولد جذباً لبقية الزبائن. وأوضح " أحمد " (المسؤول عن المحاسبة) أنه يعتز بالعمل في المطعم سواء في المحاسبة أو المشاركة في الطبخ أو إعداد الوجبات ، مشيراً إلى أنه ليس عيباً أن يكون الشاب السعودي " طباخا " فأغلب الرجال السعوديين يهوون الطبخ خاصة في الرحلات البرية ولا يمنع أن تستثمر هذه الموهبة في مطعم ، وأكد بأنه لو توجه الشباب أو غيرهم من كبار السن المتقاعدين محترفي الطبخ للاستثمار في مطعم لأفلست المطاعم التي تدار من عمالة أجنبية. وأضاف أحمد بأن الكثير من رجال الأعمال المشهورين في المملكة كانت بدايتهم في أعمال قد يخجل الشخص من ذكرها فكيف أن يعمل فيها ولكن العمل الشريف لكسب الرزق ليس عيباً، وقد استطاع كثير من الأثرياء في المملكة من بلوغ الثراء من خلال أعمال صغيرة وليس من خلال العمل بوظيفة حكومية أو في القطاع الخاص. أما في شأن الخلطات وابتكار الوجبات فيأتي الشاب صالح والذي يعتبره باقي أخوته الجندي المجهول للمطعم، وذلك لما يتميز فيه من خلطات خاصة تلقى استحسان مرتادي المطعم ، وأوضح صالح أن يشرف على شراء وذبح اللحوم التي تجلب للمطعم خاصة لحم "الحاشي" الذي يعشقه المجتمع السعودي ويطلب الوجبة الخاصة فيه (برغر الحاشي البلدي)، وأردف قائلاً بأن الشاب السعودي حريص كل الحرص على أن يقدم كل ما هو صحي لأهل بلده ومن هذا المبدأ تم رفض بيع "الشاورما" في المطعم لما فيها من أضرار صحية على الناس وتماشياً مع رغبة الكثيرين من الزبائن وطلباتهم المستمرة "للشاورما" تم تقديم وجبه جديدة بأسم (شاورميلا) وهي مشتقة بين الشاورما والمرتديلا ويتم اعداد جزء الشاورما بطريقة عادية وليس بالطريقة التي تعد بها الشاورما ولها ذات النكهة وجزء آخر هو لحم المرتديلا وقد أوضح بأن هذه الفكرة لقيت رواجاً كبيراً بين الزبائن. وأوضح عبد الرحمن العليان (موظف في المطعم) بأنه مسرور بعمله مع هؤلاء الشباب مشيراً إلى أن يتطلع إلى أن يكسب الخبرة منهم ويشاركهم النجاح في هذا المشروع الصغير ، والانطلاق فيما بعد في مشروع خاص فيه بعد أن يكسب الخبرة ويجد قنوات تمويل لدعمه ، وحول ما يراه في أن يدخل الشباب سوق العمل وعدم العمل في وظيفة رفض العليان هذه الفكرة في البداية مشيراً إلى أنه يجب على الشاب السعودي إذا كان يرغب بافتتاح مطعم أو غيرها من الأنشطة بأن يعمل موظفاً في أحد المطاعم سواء المشهورة أو غيرها ليكسب الخبرة وينطلق بعد ذلك لافتتاح مشروعه ، أكد بأن هناك عددا من الشباب السعودي يرغبون بالعمل في الاجازات الصيفية بدون راتب من أجل اكتساب الخبرة.