تبنى مجلس الامن الدولي امس الجمعة بالاجماع قرارا يدعم خطة طموحة لحل الازمة في سوريا وانهاء الحرب الدائرة في هذا البلد منذ قرابة خمس سنوات. فيما، كرر الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة ان على الرئيس السوري بشار الاسد ان يتنحى، علما بأن مصير الرئيس السوري هو احد ابرز نقاط الخلاف بين واشنطن وموسكو في مسار البحث عن تسوية سياسية للنزاع في هذا البلد. وينص القرار على ان تبدأ «في مطلع يناير» مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة» حول عملية انتقال سياسي تنهي الحرب في سوريا، كما ينص على ان يتزامن بدء هذه المفاوضات مع سريان وقف اطلاق نار في سائر انحاء سوريا. ورحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي ترأس الجلسة بالقرار، معتبرا انه يرسل «رسالة واضحة الى كل المعنيين بأنه حان الوقت لوقف القتل في سوريا». وإذ اكد كيري ان ليست لديه «اية اوهام» بشأن صعوبة تنفيذ هذه الخطة الطموحة، اشاد بهذا «القدر غير المسبوق من الوحدة» بين الدول الكبرى بشأن ضرورة ايجاد حل للازمة في سوريا. من جهته رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ب»أول قرار يركز على السبل السياسية لحل الازمة» السورية، مشددا على ان «هذه خطوة بالغة الاهمية تتيح لنا المضي قدما» نحو حل ينهي النزاع. بدوره، طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مجلس الامن الجمعة ب»ضمانات» بأن الرئيس السوري بشار الاسد سيرحل عن السلطة بموجب الخطة التي اقرها المجلس لتوه والتي تنص على بدء مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة. وقال فابيوس اثر تبني المجلس بالاجماع قرارا يدعم خطة طموحة لانهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ قرابة خمس سنوات «يجب ان تكون هناك ضمانات بشأن خروج بشار الاسد» من السلطة، مؤكدا ان تنحي الرئيس السوري «ضروري ليس فقط لاسباب اخلاقية ولكن ايضا لضمان فاعلية» الخطة المرجوة. وشاركت المملكة امس في اجتماع المجموعة الدولية لبحث الأزمة السورية في الجولة الثالثة من محادثات فيينا في نيويورك. وترأس وفد المملكة في الاجتماع وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، وعضوية وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية الدكتور خالد الجندان، ومدير الإدارة الإعلامية السفير أسامة نقلي. وجرى خلال الاجتماع الدولي بحث مستجدات الأزمة السورية لمجموعة الاتصال الدولية الخاصة بسوريا، حيث تم استعراض النقاط العالقة. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية وممثلو المملكة والإمارات وقطر وعمان ومصر والأردن ولبنان وتركيا، كما شارك وزراء خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وإيطاليا وروسيا وإيران، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا دي مستورا، ومسؤولة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، والمراقب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأممالمتحدة أحمد فتح الله، وأعضاء الوفود المشاركة. ميدانيا، قتل 46 مدنيا غالبيتهم من النساء والاطفال في غارات جوية شنتها طائرات حربية يعتقد انها روسية خلال يومين على مناطق عدة في سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن طائرات حربية يعتقد انها روسية قصفت الجمعة مدينة جسر الشغور في ريف ادلب الغربي (شمال غرب)، ما اسفر عن «مقتل 14 مدنيا على الاقل، هم سبعة اطفال وسبع نساء». وتسيطر فصائل اسلامية مقاتلة على جسر الشغور، وفق عبد الرحمن. وتخضع محافظة ادلب بمجملها لفصائل «جيش الفتح» التي تضم جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، ويقتصر وجود قوات النظام فيها على بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين. وبحسب عبد الرحمن فان طائرات حربية يعتقد انها روسية قصفت الخميس مدينة الرقة (شمال) معقل تنظيم داعش الارهابي في سوريا، فضلا عن مدينتي اعزاز والباب في محافظة حلب شمالا ومناطق اخرى. واوضح عبد الرحمن ان 12 مدنيا قتلوا الخميس في الرقة بينهم طفلان وامرأتان وعاملا اغاثة. كما قتل 11 آخرون في الباب بينهم ثلاثة اطفال وثلاث نساء، وتسعة في اعزاز بينهم طفل وست نساء. ويسيطر تنظيم داعش على مدينة الرقة منذ يناير 2014 وعلى مدينة الباب منذ مطلع العام نفسه في حين تتواجد في اعزاز فصائل اسلامية مقاتلة بينها جبهة النصرة وتركمان سوريون. واصيب العشرات جراء تلك الغارات من دون ان يسقط مقاتلون، وفق عبد الرحمن. وتشن روسيا منذ 30 سبتمبر حملة جوية في سوريا تقول انها تستهدف تنظيم داعش ومجموعات «ارهابية» اخرى، الا ان الغرب والمعارضة يتهمانها بالتركيز على الفصائل المقاتلة اكثر من استهدافها الجهاديين. المزيد من الصور :