قالت إذاعة البيان التابعة لتنظيم "داعش" اليوم السبت إن اثنين من أنصار التنظيم المتشدد نفذا هجوم كاليفورنيا يوم الأربعاء خلال حفل مؤسسة لذوي الاحتياجات الخاصة مما أسفر عن سقوط 14 قتيلا. والزوجان القاتلان سيد فاروق (28 عاما) اميركي من اصل باكستاني كان يعمل مفتشا صحيا في الاجهزة العامة في سان برناردينو معروف ب"انطوائه" ولم يكن له اصدقاء كما صرح محاميا عائلته الجمعة. وصفه ياسر شحاتة الذي يتردد على المسجد نفسه الذي كان يقصده فاروق لوكالة فرانس برس انه كان "هادئا وخجولا" ومهذبا وكان "لديه كل شيء ليكون سعيدا". لكن وراء هذه الواجهة الهادئة على ما يبدو، تحدثت السلطات عن زوجين اعدا بدقة هجومهما الدامي بدون ان يشعر احد اي شيء غير عادي. وقال محمود ندوي احد ائمة المسجد الذي كان يقصده سيد فاروق للصلاة لفرانس برس "لم نر مطلقا اي مؤشر يدل على التطرف". وقد تعرف الاخير على تاشفين مالك (29 عاما) الباكستانية التي قتلت معه الاربعاء بعد مواجهة عنيفة مع الشرطة على "موقع للزواج" في 2013 على ما اوضح محاميا عائلة فاروق محمد ابو رشيد وديفيد شيسلي. وكان الزوجان يعيشان بطريقة تقليدية للغاية. تاشفين كانت "ربة منزل نموذجية" تعتني بطفلتها التي لا تتجاوز الستة اشهر بحسب المحامين. وعثرت الشرطة في منزلهما وفي سيارتهما وعليهما على ترسانة تضم اكثر من 6500 رصاصة وعلى اثني عشر عبوة ناسفة. وبرر ديفيد شيسلي ذلك بالقول "انه كان يحب ممارسة اطلاق النار" داعيا الى عدم التسرع في وصف سيد وتاشفين بانهما متطرفان. وكانت عائلة سيد فاروق "تحت الصدمة" تعتقد انه كان يحب ممارسة الميكانيك ويصلح سيارته عندما كان يمضي وقتا في مرآبه. كما اراد شيسلي التخفيف من فرضية ان يكون لفاروق علاقة مع الشبكات المتطرفة. وقال "ليس لانك كنت على صفحة انترنت (لمتطرفين) يعني انك تدعم" افكارهم. وصلت تاشفين مالك الى الولاياتالمتحدة بتأشيرة خطبة وهي فئة يستخدمها عشرات الاف الاميركيين كل سنة لاستقدام شريك او شريكة حياتهم من الخارج. ومن اصل 61 مليون زائر موقت في 2013، وصل 26 الفا الى الولاياتالمتحدة بتأشيرة من هذه الفئة - بينهم 272 فقط من الرعايا الباكستانيين بحسب احصاءات وزارة الامن الداخلي الاميركية. وهذه التأشيرة تسمح لاجانب بدخول الولاياتالمتحدة للزواج من الشريك الاميركي. والزواج يجب حكما ان يتم في غضون 90 يوما، ويبدو ان هذه كانت الحال بالنسبة لهذين الزوجين. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فان سيد فاروق تقدم بطلب للحصول على اذن الاقامة الدائمة المعروف ب"البطاقة الخضراء" لزوجته في سبتمبر 2014. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية انه على غرار التأشيرات الاخرى فان ملف تاشفين مالك تم دراسته استنادا الى قواعد المعطيات لمكافحة الارهاب. لكن الداعين الى ابطاء وصول مهاجرين من الشرق الاوسط يؤكدون ان البرنامج ينطوي على ثغرة امنية يجب معالجتها باسرع وقت. وقال جون فيري من مركز الدراسات المتعلقة بالهجرة ومن مؤيدي فرض قيود على الهجرة ومقرب من العديد من المحافظين في الكونغرس الاميركي قال لفرانس برس "ان التأشيرة كي1 لم ترفض على الاطلاق تقريبا"، مستندا الى ارقام الخارجية. واشار الى ان 98% من طلبات التأشيرات من الفئة كي-1 منحت في 2014. وما كادت اصول تاشفين مالك وسيد فاروق تعرف حتى طالب السناتوران جيف سيشنز وتيد كروز من ادارة الرئيس باراك اوباما بكشف ملفيهما لدى دوائر الهجرة وكذلك ملفات ذويهما.