اتخذ الهجوم الذي استهدف مركزاً اجتماعياً في ولاية كاليفورنيا الأربعاء الماضي، موقعاً 14 قتيلاً و21 جريحاً، منحى آخر بعدما ذكر ثلاثة مسؤولين أميركيين أن تاشفين مالك التي شاركت في الاعتداء مع زوجها سيد رضوان فاروق، قبل مقتلهما برصاص الشرطة، بايعت تنظيم «داعش» وزعيمه أبو بكر البغدادي. ووصفت وكالة «أعماق» التابعة ل «داعش» المهاجمين بانهما «مناصران» للتنظيم. ونقلت شبكة «سي أن أن» عن مسؤول أميركي، أن مالك نشرت ذلك على موقع «فايسبوك» باسم مستعار، «فيما كانت عملية القتل جارية». وفرضت المعلومات الجديدة التعامل مع الحادث من زاوية الإرهاب، على رغم ترجيح مسؤولين أميركيين ألا تكون للزوجين «صلة عملية بداعش»، وأن يكونا تطرفاً في شكل انفرادي. واعتبروا أن العملية «مستوحاة من داعش»، ولكن «من دون رابط مباشر» بالتنظيم. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس»، بأن مالك محت ما كتبته على موقع «فايسبوك» عن مبايعتها البغدادي، بعدما أبدت «إعجابها» به. وكان مسؤول استخباراتي أميركي قال إن فاروق أجرى على مواقع التواصل الاجتماعي اتصالاً مع متطرفين إسلاميين معروفين. وشككت السلطات الأميركية في دوافع إرهابية للهجوم، بعد التدقيق في رحلات الزوجين إلى الخارج، وتخطيطهما الدقيق للعملية، إضافة إلى امتلاكهما في منزلهما ترسانة ضخمة من السلاح. وقال مصدر حكومي أميركي إن فاروق ومالك دمرا أقراصاً صلبة لأجهزة كومبيوتر، وأجهزة إلكترونية أخرى، قبل المجزرة. وأضاف أن محققين يبحثون في احتمال أن يكون فاروق تشاجر قبل أسبوعين مع زميل يهودي له انتقد «أخطاراً كامنة في الإسلام». وقالت صديقة لليهودي الذي قُتل في الهجوم، إن فاروق ردّ قائلاً إن الأميركيين لا يفهمون الإسلام. ورجّحت «سي أن أن» أن تكون مالك، المولودة في باكستان، ساهمت في تطرف زوجها المولود في الولاياتالمتحدة لوالدين باكستانيين، علماً أنها جاءت الى الولاياتالمتحدة عام 2014، من خلال تأشيرة «خطوبة»، قبل أن تحظى حديثاً ببطاقة إقامة. ووصف فرهان خان، صهر فاروق، الأخير بأنه «شخص سيء»، نافياً أن يكون متطرفاً. وقال لشبكة «أن بي سي نيوز» إنه بدأ إجراءات رسمية لتبنّي طفلة فاروق (6 أشهر)، مشيراً إلى أنه «مستاء وغاضب جداً» منه. وعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي أمس لمناقشة الاعتداء للمرة الثانية. في غضون ذلك، أعلنت النيابة الفيديرالية البلجيكية أن «الشرطة البلجيكية والفرنسية تلاحق» مشبوهين آخرين في مجزرة باريس، مشيرة إلى أنهما رجلان رُصدا حاملَين بطاقتَي هوية مزورتين عند الحدود الهنغارية، برفقة المشبوه الرئيس في الهجوم صلاح عبد السلام. وكانت الحكومة الهنغارية أعلنت أن «منظِّماً بارزاً» لمجزرة باريس «جنّد فريقاً» من مهاجرين مرّوا عبر بودابست إلى أوروبا. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر حكومي هنغاري، أن «المجنِّد» هو صلاح عبد السلام المتواري منذ المجزرة. ونشرت الحكومة الفرنسية دليلاً يوضح كيفية النجاة من هجوم إرهابي، فيما توصلت الدول ال28 في الاتحاد الأوروبي في بروكسيل أمس، إلى اتفاق لإقامة «سجل أوروبي لبيانات الركاب» يتيح كشف معلومات شاملة عن المسافرين على الرحلات الجوية، في إطار مكافحة الإرهاب، استناداً إلى معطيات تسلّمها شركات الطيران للدول. إلى ذلك، أكدت بانكوك أن جهاز الاستخبارات الروسية حذرها من أن عشرة سوريين مرتبطين بتنظيم «داعش»، دخلوا تايلاند في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لاستهداف مصالح روسية. وكان لافتاً أن الحكومة اليابانية شكّلت وحدة جديدة في وزارة الخارجية، ستجمع معلومات عن تنظيمات متشددة، مثل «داعش»، في الدول التي تتخذها مقراً.