حصدت الحمى القلاعية المعروفة لدى أهالي تربة بمرض «أبو ركب»، ما يقارب من 250 رأسًا من الماشية ما بين ضأن وماعز، ولم تفلح صرخات مربيها في إيقاف أعداد النفوق المتزايد أو إيقاف عمل الفيروس الذي يفتك بها، في الوقت الذي تقف فيه وزارة الزراعة مكتوفة الأيدي، كاشفة أن اللقاح لا يوجد إلا في جدة وهو باهظ الثمن، متكئة على أنه وقائي وليس علاجيًا، وترمي باللائمة على المربين بأنهم لا يعطون مواشيهم اللقاح وهي سليمة كوقاية، ويصرخون إذا أصابها المرض طالبين باللقاح. واشتكى مربو الماشية في مركز العصلة (25 كم شمال محافظة تربة) من انتشار القلاعية بين ماشيتهم، وسط استغرابهم من عدم توفر كميات كافية من اللقاح في فرع الزراعة بالمحافظة، وفي الوقت الذي تزايد فيه نفوق الأغنام، وتزايدت مطالبهم للوزارة بتوفير كميات كافية من اللقاح، فيما أبدى المربون تخوفهم من انتشار المرض وانتقاله للمراكز والهجر المجاورة. وأكد عدد منهم ل»المدينة» أن عدم توفر كميات كافية من لقاح الحمى القلاعية تسبب في انتشار المرض بشكل سريع ومخيف، فالفيروس ينتقل من المريضة للسليمة عن طريق السوائل ويؤدي للنفوق المفاجئ والكبير بين الأغنام. وبحسب قولهم إن أصحاب الصيدليات الخاصة استغلوا حاجتهم للتطعيم وقاموا برفع الأسعار وقالوا: إن هذا مكلف جدا ويحملنا فوق طاقتنا. الخوف من «أبو ركب» المواطن تركي فيحان القرفي، قال: لقد تسبب مرض الحمى القلاعية في نفوق 62 رأسًا من خيرة ماشيتي وتقدر قيمتها بأكثر من 75 ألف ريال، وما يقلقني هو ظهور أعراض المرض على الكثير منها، وخوفي على إصابة السليمة دفعني لإحضار طبيب بيطري من صيدلية خاصة، وأكد لي بعد المعاينة وأخذ عينة من النافقة بأنها مصابة بالحمى القلاعية، وهو ما يعرف لدينا ب»أبو ركب» وأخبرنا بأنه «فيروس خطير» يصيب الماشية بجميع أنواعها، وهو سريع العدوى والانتشار ويفتك بالماشية خصوصا الصغير منها، وينتقل عن طريق السوائل والاستنشاق، وبذلك يكون الماء والغذاء واختلاط الماشية ناقلة للعدوى. وأضاف: ومما يزيد معاناتنا هو عدم توفر اللقاح في فرع الزراعة بمحافظة تربة وشحه في الصيدليات البيطرية الخاصة، والتي استغل أصحابها حاجة المربين للقاح ورفعوا الأسعار، حيث كان سعر القارورة 300 ريال وبعد يومين ارتفع السعر إلى 350 ريالا قابل للزيادة خلال الأيام المقبلة ومع انتشار المرض، لا سيما والرقابة على مثل هذه المحلات غائبة، وطالب القرفي وزارة الوراعة بتأمين اللقاحات في فرع تربة لمساعدة أهل الماشية والتخفيف عنهم من الخسائر التي لحقت بهم. لا يوجد لقاح وأضاف المواطن أحمد حباب البقمي، الذي فقد ما يقارب 30 رأسًا من أغنامه بسبب مرض الحمى القلاعية بقوله: إن معاناتنا تتلخص في عدم توفر اللقاح في فرع الزراعة بمحافظة تربة، وقلة المتوفر منه في الصيدليات الخاصة بالمحافظة، الأمر الذي أدى إلى انتشار المرض من ماشية إلى أخرى بشكل يقلق المربين، وأصبح أهل القرى المجاورة يتخوفون من وصول المرض لماشيتهم ويرغبون في توفير اللقاح بكميات تكفي.. وناشد أحمد المسؤولين في الوزارة بسرعة توفير تطعيم الحمى القلاعية للحد من المرض وحصر النافق منها وتعويض أصحابها، لأن الخسائر فاقت التوقعات ولا يمكننا تحمل المزيد من الخسائر. الصيدليات تستغلنا وأشار ماجد مهدي غبيان البقمي إلى أن عدم توفر لقاح الحمى القلاعية في محافظة تربة بكميات كافية، تسبب في نفوق ما يقارب 250 رأسًا من الضان والماعز، وبحثنا عن التطعيم في فرع الزراعة ولم نجده ثم توجهنا للصيدليات الخاصة، والتي انتهزت فرصة حاجتنا للقاح وقام أصحابها بالتلاعب بالأسعار، والتي تختلف من صيدلية إلى أخرى رغم قلة المعروض. وقال: إننا جميعا نناشد وزارة الزراعة بالأمر لمن يلزم نحو توفير لقاح الحمى القلاعية، لمحاصرت المرض ومنع انتقاله بين الماشية حرصا على مصلحة المواطنين. وقائي وباهظ الثمن مدير فرع الزراعة بمحافظة تربة المهندس أحمد الحربي دعا عبر «المدينة» مربي الماشية لزيارة الفرع وقال: لن نتردد في خدمتهم وإرشادهم إلى الطريقة السليمة لمنع المرض من الانتشار، موضحا أن لقاح الحمى القلاعية وقائي وليس علاجيا، ولكن بعض أصحاب الماشية لا يهتم بتطعيمها قبل اكتشاف المرض بها، وهي سليمة، ولكن ينتظر حتى تصاب ثم بعد ذلك يبحث عن الحلول. وأكد المهندس الحربي أن هذه اللقاحات لا تتوفر سوى في محافظة جدة وهو «باهظ الثمن»، مهيبا بجميع المربين باتباع إرشادات الزراعة لحماية ماشيتهم. المزيد من الصور :