تجددت أمس السبت التظاهرات في مدينة السليمانية والاقضية التابعة لها في شمال العراق وطالب المشاركون فيها برحيل رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني، وسط اشتداد التوتر بعد مقتل متظاهرين اضافيين. ويشهد اقليم كردستان العراق توترا كبيرا إثر انتهاء ولاية رئيسه مسعود بارزاني وعدم التوصل الى اتفاق مع الاحزاب الكردية الرئيسية لتمديد ولايته وسط اوضاع اقتصادية صعبة في ضوء التقشف في موازنة البلاد على خلفية انخفاض اسعار النفط. وفشلت الاحزاب الرئيسية في التوصل الى صيغة تفاهم تسمح لبارزاني بتجديد ولايته رغم سلسلة اجتماعات عقدت في السليمانية واربيل. وشارك في تظاهرة السليمانية وحدها اكثر من 3 آلاف متظاهر، وسط اجواء متوترة غداة مقتل شخصين واصابة 18 آخرين بأيدي حراس احد مقار الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني خلال تظاهرة في قلعة دزة في محافظة السليمانية. وفي ظروف مشابهة، اعلن متحدث باسم المستشفى المحلي السبت في بلدة كلر في اقصى الجزء الجنوبي من المنطقة الكردية في العراق مقتل متظاهرين اثنين برصاص حراس مسلحين فيما كانا يحاولان مع آخرين مهاجمة المقر العام للحزب الديموقراطي الكردستاني. وقال هذا المتحدث في مدينة كلر لفرانس برس إن «المتظاهرين قتلا بالرصاص. احدهما عمره 19 عاما والثاني 40 عاما». وقال شهود عيان ومسؤول امني إن المتظاهرين اضرموا النار في المقر المحلي للحزب الديموقراطي الكردستاني في كلر. وتركزت تظاهرة السليمانية في وسط المدينة وخصوصا في شارع مولوي، واندلعت خلالها مواجهات بين الشرطة والمحتجين الذين رشقوا عناصرها بالحجارة. وشهدت كلر ورانيا وقلعة دزة وهي الاقضية الرئيسية في السليمانية تظاهرات مماثلة. وهتف المتظاهرون «ارحل ارحل بارزاني». الى ذلك، هاجم عدد كبير من المتظاهرين مكاتب قناة روداو الفضائية التابعة لرئيس وزراء اقليم كردستان نيجرفان بارزاني وحطموا زجاج النوافذ وحاولوا اقتحامها، قبل ان تتمكن الشرطة من تفريقهم عبر اطلاق نار كثيف في الهواء. وفي قلعة دزة، قام المتظاهرون بحرق آخر مقر للحزب الديموقراطي الكردستاني المكون من 3 طبقات بعد ان فر الحراس والمسؤولون من داخله.