أعلنت رئاسة اركان الجيش التركي أمس مقتل حوالى 100 مسلح من حزب العمال الكردستاني في العمليات العسكرية الاخيرة، ودان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني العمليات التركية وطالب أنقرة بوقفها فوراً. لكن المعارضة في الإقليم رأت أن المواقف «الضعيفة» للحكومتين العراقية والكردية يعكس علاقات الأحزاب الحاكمة «الخاصة» التي تربطها بدول الإقليم. وقالت رئاسة أركان الجيش التركي في بيان، إن الهجمات الجوية على معاقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق «أسفرت عن قتل بين 90 و 100 من المسلحين». وأطلق الجيش التركي منذ الأربعاء الماضي حملة عسكرية ضد مواقع لحزب العمال في جبال قنديل داخل الأراضي العراقية، وذلك بعد ساعات من نصب مسلحي الحزب مكمناً أسفر عن مقتل ثمانية من الجنود الأتراك. إلى ذلك، قال مسؤول العلاقات في حزب العمال الكردستاني أحمد دنيز في تصريح إلى «الحياة»، إن «إصرار تركيا على مواصلة هجماتها سيدفع بالحزب إلى تعليق وقف إطلاق النار والخروج من مرحلة الدفاع والشروع بشن هجمات داخل الأراضي التركية»، مبيناً أن حزبه «سيعقد اجتماعاً عاجلاً لاتخاذ هذا القرار، وستتحمل تركيا العواقب». وكان مسؤول في الحزب قال في وقت سابق ل «الحياة»، إن عمليات القصف «لم توقع إصابات في صفوفنا، إلا أن أضراراً مادية كبيرة لحقت بمنازل القرويين، ما أدى إلى نزوح العشرات، فضلاً عن اندلاع حرائق هائلة». وأعرب بارزاني عن قلقه لمقتل سبعة من مواطنيه الاحد الماضي في غارة جوية، مطالباً أنقرة ب «عدم تكرار مثل هذه الافعال». ونقل بيان عن بارزاني قوله «منذ ايام، والطائرات التركية تقصف مناطق في إقليم كردستان، والأحد استشهد سبعة مدنيين عزل من جراء ذلك القصف». وأضاف «أُعرب عن قلقي لاستشهاد هؤلاء المدنيين العزل، وأُدين هذا العمل، وأؤكد ان إلحاق الضرر (البشري والمادي) بالمواطنين العزل لا يوجد له اي مبرر». وقتل الاحد سبعة مدنيين عراقيين في غارة شنتها طائرة تركية استهدفت سيارة في قرية كوتك في احدى ضواحي قلعة دزة الواقعة في محافظة السليمانية. وجاء القصف التركي بعد ان اعلنت الحكومة التركية بداية «عهد جديد» في القتال ضد حزب العمال الكردستاني. من جهة أخرى، وصف الناطق باسم حركة «التغيير» التي تقود المعارضة في إقليم كردستان محمد رحيم، في تصريح إلى «الحياة»، مواقف الحكومتين العراقية والكردية ب «الضعيفة جداً»، وقال: «كان بإمكانهم استغلال المصالح الاقتصادية للبلدين (تركيا وإيران) في العراق كوسيلة ضغط لوقف القصف، فضلاً عن اتخاذ موقف رسمي حازم، لكننا لا نرى شيئاً على أرض الواقع»، مشيراً إلى ان «هناك علاقة خاصة بين الأحزاب الحاكمة ودول الجوار، وقد وضعت المصلحة الحزبية فوق المصالح الوطنية». وعما إذا كانت المعارضة تدرس إمكان تنظيم احتجاجات، قال رحيم: «حاول متظاهرون، امس (الإثنين)، تنظيم تظاهرة في مدينة السليمانية، لكنها اصطدمت بانتشار واسع لقوات الأمن حال دون نجاحها» مشيراً إلى أن «الكتل البرلمانية المعارضة قامت بواجبها من خلال إثارة القضية». وخرج العشرات في وقت متأخر مساء أمس (الإثنين) في تظاهرة احتجاجية في السليمانية وسط إجراءات أمنية مكثفة، فيما تستعد منظمات مدنية لتنظيم تظاهرات اليوم للتنديد بالقصف. إلى ذلك، وجه رئيس البرلمان الكردي كمال كركوكي خلال مؤتمر صحافي، انتقادات إلى القوات الأميركية «لعدم التزام واجبها في حماية العراق».