بالرغم من معاناة الشعب العربي الأحوازي المستمرة منذ تسعة عقود حينما بدأ الاحتلال الايراني، ولكن في الفترات الأخيرة ازدادت هذه المعاناة وتأثيراتها السلبية على الشعب الأحوازي.إذ في الأيام الماضية ارتفعت نسبة الاحتجاجات العمالية في الأحواز وازداد تذمر المواطنين الأحوازيين مقارنة بالفترات السابقة. وذكر الناشط الأحوازي عيسى مهدي الفاخر ل»المدينة» أن 250 عاملا أحوازيا في شركة الاتصالات اعتصموا أمام مقر الحاكم في مدينة الأحواز العاصمة الأربعاء الماضي . وكانت أبرز مطالبهم الحصول على رواتبهم المتأخرة منذ ثمانية أشهر وتوفير التأمين الصحي لهم، إذ اعتبروه حقا من حقوقهم المشروعة والمنصوص عليها في القانون. وقبل يوم من هذا الاعتصام، تجمع حوالي 200 عامل أحوازي من عمال شركة قصب السكر في مدينة دورإنتاش (هفت تبه) وطالبوا إدارة الشركة بدفع مستحقاتهم المتأخرة. ولم يقف احتجاجهم عند هذا الحد، بل خمسين سائق شاحنة في هذه الشركة نفذوا إضرابا مفتوحا احتجاجا على عدم دفع رواتبهم أسوة بالعمال المستوطنين الذين لم تتأخر رواتبهم. وامتدت رقعة الاحتجاجات إلى عمال بلدية مدينة عبادان حيث هدد أكثر من ثلاثة آلاف عامل عربي بمعية موظفي قسم المواصلات في البلدية بتنفيذ إضراب في حال لم تدفع لهم رواتبهم. كما أنهم طالبوا بتوفير ضمان صحي لهم على غرار مطالبات عمال شركة الاتصالات.وفي سياق متصل تجمع عشرات العمال العرب أمام مكتب شركة «ثمين صنعت» للمقاولات وذلك بسبب تنصل الشركة عن مسؤولياتها وعدم دفع رواتبهم منذ اكثر من ستة شهور. لم تختصر معاناة الأحوازيين فقط عند الطبقة العاملة بل تشمل جميع طبقات الشعب الأحوازي وفئاته. إذ يعاني الأحوازيون الباعة وأصحاب المحلات من سياسة تستهدف مصادر رزقهم. وحسب مصادر حركة النضال العربي لتحرير الأحوازل «المدينة»: أن السلطات الايرانية وقفت خلف حريق نشب في حي الشعب شرقي الأحواز العاصمة حيث أحد الاسواق الشعبية التي يتردد عليها الأحوازيون دائما. وأشار العديد من أصحاب البسطات أن الدولة الفارسية تقف خلف الحريق، كما أنهم استنكروا عدم تدخل قوات الدفاع المدني وعدم اخماد النار قبل التهامها لبساطتهم ومحلاتهم. وقال مسؤول الهيئة التحريرية لموقع «أحوازنا» السيد عيسى مهدي الفاخرل «المدينة»: إن جهات مرتبطة بالمخابرات وعلى الأغلب من المستوطنين تقوم بهذه الاعمال القذرة ضد الشعب الأحوازي من أجل قطع مصادر رزقه والضغط عليه واجباره على الهجرة. وفي ذات السياق من المعاناة كشفت حركة النضال في أحد تقاريرها أن حصة شمال الأحواز من مياه حوض الكرخة تقلصت بنسبة 60%. وهذا الانخفاض في نسبة مياه الكرخة أدى إلى ارتفاع ملوحة المياه.والتي تسببت بنفوق الآلاف من الأسماك في نهر «الكرخة العمياء» ومن بين هذه الأسماك البني، الشبوط، الشوجي والحمور. واغلب هذه الأصناف تعيش في أنهر وأهوار الأحواز والعراق.ويتخوف صيادو العرب في مدينة الحميدية وسائر المدن الأحوازية التي يمر منها نهر الكرخة يتخوفون من تفاقم مشكلة ارتفاع نسبة ملوحة المياه ونفوق الأسماك وبالتالي فقدان عملهم ومصدر رزقهم. وفي ظل هذه الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب الأحوازي أعلنت إدارة المستوطنات الصناعية في شمال الأحواز عن توفير الآلاف من فرص العمل للمستوطنين الذين هاجروا مؤخرا للأحواز واستوطنوا فيها. وقال المستوطن «أخلاق محمديان» مدير المناطق الصناعية: إن جميع المشروعات الصناعية، التي دشنت مؤخرا في الأحواز، كانت بأوامر من المرشد. وأنها وفرت أكثر من أربعة عشر فرصة عمل «للمستوطنين»، فضلا عن إبرام عقود جديدة مع مقاولين ورجال اعمال لجلب المزيد من العمال وتوظيفهم في الأحواز وتوطينهم فيها. وقال عيسى مهدي الفاخر: يتوجب على كل المؤسسات الدولية وعلى وجه الخصوص العربية منها أن تستخدم صلاحياتها للضغط على الدولة الفارسية كي تتراجع عن قراراتها المجحفة بحق الأحوازيين. واضاف «الفاخر» قائلا: إن الضغوط التي تمارسها سلطات الاحتلال ازدادت كثيرا واصبحت امرا صعبا لايمكن تحمله اطلاقا.