اكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان قناة السويس الجديدة هى هدية مصر للانسانية، مشيرا الى ان المصريين نفذوا المشروع في ظروف غير طبيعية من الناحية الاقتصادية والامنية. واكد استمرار مصر في مواجهة الارهاب، مشيرا الى ان المصريين كانوا بحاجة ليؤكدوا لانفسهم والعالم قدرتهم على تخطى الصعاب والانجاز، ووصف مشروع القناة بأنه خطوة من الف خطوة قادمة في مسيرة التنمية. واعرب السيسي في كلمته خلال افتتاح قناة السويس الجديدة أمس بالاسماعيلية بمشاركة قادة ورؤساء ومسؤولين من مختلف دول العالم، عن قناعته بأنه لاأحد يستطيع ان ينال من الشعب المصري وقال: تقدم مصر للانسانية مشروعا من أجل البناء والتنمية والتعمير، لافتا الى ان مصر وشعبها تصدوا لاخطر فكر متطرف ارهابى لو تمكن من الأرض لأحرقها، واضاف، ان المسلمين يقدمون الرخاء والتنمية وليس القتل والتدمير للانسانية، وأشار الى أن هذا الانجاز العظيم ليس مجرد مشروع هندسى، وانما زاد الثقة فى نفوس المصريين خلال عام واحد، ولن يستطيع أحدا النيل من الشعب المصرى ما دمنا كتلة واحدة متماسكين، وقال إن المشروع يتضمن اقامة منطقة صناعية عالمية تتضمن مشروعات صناعية وأن الدولة المصرية ماضية فى تحقيق التنمية الشاملة، ولفت السيسي، إلى أن الجماعات المتطرفة هم أهل الشر ويحاولون عرقلة مسيرة مصر، خاصة وأن العمل في القناة الجديدة تزامن مع محاربتنا للإرهاب. وأضاف «السيسي» : الشعب المصري انتصر على الإرهاب ومن أرادوا حرق الأرض، دفاعاً عن الوطن والإسلام الصحيح المعتدل البعيد عن القتل والتخريب. وقدّم الرئيس عبد الفتاح السيسي تحية واجبة لأرواح الشهداء ممن قدموا أنفسهم فداء للوطن، موضحا أن مصر الجديدة تلبي رغبات أبنائها رغم كل التحديات والعقبات، وأشار إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة تخطي البعد الاقتصادي وعبّر عن عزة وكرامة المصريين، واشار الى أن مصر طوال ال7 الف سنة الماضية قدمت ثقافات وقيم تناغمت مع الديانات السماوية. وشهدت مختلف الميادين المصرية احتفالات شعبية بهذه المناسبة وفي الصدارة منها ميدان التحرير «ايقونة الثورة المصرية». وفى الثانية وخمس دقائق ظهرا بتوقيت القاهرة أعطى السيسى اشارة افتتاح قناة السويس الجديدة وهو نفس توقيت بداية حرب أكتوبر المجيدة 1973، بعدعرض جوي مدته قاربت الأربعين دقيقة متزامنا مع جولته على متن الباخرة المحروسة، فى حضور ما يزيد عن 7 ألاف شخصية رفيعة المستوى من كافة انحاء العالم. ويحتوى مشروع تنمية قناة السويس على العديد من المحاور الاستيراتجية لخدمة قطاعات متعددة تجاريا وصناعيا وزراعيا تعكس ارادة الدولة المصرية والشعب بصفة عامة والعالم، وأكد خبراء مصريون ان مشروع قناة السويس الجديدة الذى تم افتتاحه امس سيستحوذ على أكثر من ثلث تجارة الحاويات في العالم، كما يضاعف حصة قناة السويس من التجارة العالمية إلى ما يتجاوز عن 30% . ووفقا للخطط الحكومية الموضوعة ، سيؤدى مشروع محور تنمية قناة السويس الى اقامة 40 مشروعًا، من بينها مدينة صناعية متخصصة في صناعة الأمصال والدواء به ومدينة صناعية متخصصة في الصناعات الغذائية، ومنطقة صناعية للتعبئة والتغليف، إلى جانب مدينة صناعية خاصة بتجميع السيارات والمعدات وجميع السلع الهندسية، ومدينة سياحية تسويقية لأطقم السفن التي تمر من قناة السويس، وترسانة بحرية لإصلاح وصناعة السفن كما ستساهم القناة الجديدة في تخفيض الفترة الزمنية لرحلات السفن الإقليمية والدولية من 22 ساعة إلى 11 ساعة، وتشير التوقعات الى ارتفاع عائدات قناة السويس بنسبة 259% عام 2023 ليبلغ 13.226 مليار دولار مقارنة بالعائد الحالي 5.3 مليار دولار، وذلك بعد رفع القدرة الاستيعابية للقناة لتكون 97 سفينة قياسية في اليوم بدلاً من 49 سفينة يوميًّا عام 2014، كما ستتمكن السفن من العبور المباشر دون توقف ل45 سفينة في كلا الاتجاهين.