«اسبونج بوب» و»شفيق» و»ساندي» و»سلطع» و»شمشون» و»توم وجيري» و»المحقق كونان» وشخصيات «دون ذا شيب» و»سلاحف النينجا» وأخيرا وليس آخرا «العم جدو»، هذه الأسماء قد لا يعرفها الكبار لكنها تشكل عالم بعض الصغار، الذين تركوا فريسة سهلة لمنتجي ومؤلفي وعارضي المسلسلات الكرتونية، فلا تعجب إذا حدثك ابنك أو ابنتك يوما ما بمصطلحات هذه الشخصيات وبأصواتها كأن يفاجئك إذا طلبت منه الجلوس معك وإخبارك عما فعله في يومه بسؤال «ماذا تريد مني يافتى؟» أو يطلب منك إحضار وجبة سلطع برجر، أو يدبر لك خدعة كتلك التي يفعلها جيري مع توم. صمت قاتل وفيما أرجع بعض أولياء الأمور سبب تركهم لأبنائهم أمام هذه المسلسلات إلى أنها تجعل الأطفال صامتين، إلا أن اختصاصيين حذروا من ذلك، مشيرين إلى أنها تتسبب في غياب تفاعل الطفل مع أفراد أسرته وتعرضه للعديد من المشكلات الصحية. ولفتوا إلى أن مشاهدة المسلسلات والأفلام الكرتونية تجعل الطفل عرضة للتأثر من حيث حب المغامرة والتقليد، وكثرة شرود الذهن، الذي يجعله يعيش بخيال واسع بعيدا عن الواقع فتصيبه بالعزلة والعنف، كما أن الطفل دائما يتأثر بدور (البطل) وهو الشخصية التي عادة ما تكون سيئة، وتطبيق الأطفال لما يشاهدونه من أشياء سلبية على إخوانهم أو زملائهم، محذرين من تأثيراتها السلبية على الأطفال، في انحرافهم فكريا وسلوكيا وتأثير ذلك على مستوى ذكائهم وتسارع نموهم الفكري، وتمييع أخلاقهم وصرفهم عن عادات مجتمعاتهم وتقليدهم الاجتماعية. هدف تجاري وألمح أبو محمد الشهراني إلى أن بعض قنوات الأطفال تستغل عرض المسلسلات الكرتونية بالتسويق لألعاب تغري الطفل بصورة كبيرة وتجعله يبحث عن كيفية اقتناء كل لعبة جديدة خاصة إذا كانت اللعبة من الشخصيات الكرتونية المحبوبة للطفل. وذكر أن غالبية تلك الألعاب خيالية، قائلا:»اشتريت إحدى تلك الألعاب لطفلي وحينما أخذها سألني عن السبب في عدم خروج النار منها كما رآها في المسلسل». بضاعة مزجاة وأشار أحد أوليا الأمور – رفض ذكر اسمه - إلى أن هذه الأفلام قد صُنِعت لغير بلادنا، وفي غير بيئتنا، ولثقافةٍ غير ثقافتنا، وفي مجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا، قائلا:»أخشى من تأثيراتها السلبية على أخلاق وهوية وعقيدة وفطرة أبنائنا خاصة أنها تعرض أحيانا بعض اللقطات المخلة بالآداب». علاقة وطيدة من جهته، قال الدكتور هاني الغامدي، المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية: «ترتبط ذهنية الطفل ببراءته وحدود تجربته البسيطة بالكثير من المؤثرات، التي يشاهدها وخصوصا تلك الألعاب أو الشخصيات التي يراها عبر القنوات الفضائية». وأضاف:»يرى الطفل نفسه في علاقة وطيدة مع الشخصيات التي يشاهدها بحكم تأثره بما تفعله من أعمال بطولية وقتالية أو تصرفات أخرى مثل الموسيقى أو أدوات تكون ضمن ما يعرض مع تلك الشخصيات، وبالتالي يتم التسويق من خلال برمجة عقول الأطفال ويبدأ الطفل بطلب تلك الأدوات، والتي يتم تشكيلها على هيئة ألعاب تباع للمستهلكين المتأثرين يقينا وهم الأطفال». غياب أسري وتابع:»إذا ما نظرنا للجانب الآخر وبحكم عدم اهتمام المربين سواء الوالدان أو المتخصصان في فهم شخصية الطفل سنجدهم ينظرون إلى تلك الألعاب وكأنها لعبة ليست لها معنى، بينما الطفل يعتبرها أمرا مهما يتوق لامتلاكه، وبالتالي يحصل هذا التناقض بين فهم الأطفال للعبة حسب ذهنيتهم وعدم فهم المربين لتلك القطعة من هنا يحصل الصدام في أن يتم شراء تلك اللعبة للطفل من عدمه». ومضى بقوله:»أرى أن يتم السماح للطفل باقتناء ما يرغب ولكن بعد متابعة ماهية الشخصية التي تعرض على القناة وفهم الأبعاد السلوكية لتلك الشخصية، بحيث لا تمس الدين أو الذات الإلهية أو القتال الشرس أو التعدي على الآخر». المزيد من الصور :