لا تستغرب إذا صحبك طفلك إلى ركن الشخصيات الكرتونية والدمى التي تمثل الشخصيات الشهيرة، مثل ميكي ماوس والمهرج أو الحيوانات التي تظهر في الرسوم المتحركة، وتكون فترة الأعياد والعطل فرصة سانحة لانتشار هذه الدمى في الأسواق والمولات الكبيرة وفي المحال المخصصة لبيع ألعاب الأطفال ولا يكاد يخلو بيت من البيوت من وجود مثل هذه الدمى والشخصيات الكرتونية. « عكاظ» استطلعت آراء عدد من الآباء والأمهات عن انتشار مثل هذه الدمى والشخصيات الكرتونية، تقول أم فهد «تستقطب هذه الدمى الأطفال، خاصة تلك التي تصور أشكالا مختلفة لحيوانات وطيور، إضافة إلى الملابس المشابهة لملابس الشخصيات الكرتونية التي تجذب الأطفال كشخصيات توم وجيري والرجل الوطواط»، مبينة أنها تحاول مواجهة تعلق الأطفال بهذه الأزياء اعتراض الأبوين خاصة تلك الملابس التي تتخذ أشكال الحيوانات لاعتبارات كثيرة، وقد تعرضه للإساءة أو السخرية والاستهزاء من قبل الآخرين، مطالبة بوجود شخصيات إسلامية وعربية تناسب ديننا وعاداتنا وتقاليدنا لتعلق الأطفال بهذه الدمى ومحاكاتهم بملابسهم وأشكالهم. أما أم ماهر فتقول «لا يمكن أن نرفض طلب الأطفال فهم يرون مثل هذه الشخصيات في الفضائيات ويحاولون البحث عنها في محال الألعاب وتكون فترة العيدة فرصة لانتشار مثل هذه الألعاب؛ لأن العيد هو فسحة الطفل ومن خلاله يحظى بالاهتمام ويمنح الهدايا وتكون هذه الدمى الأكثر طلبا عند الطفل. ويؤكد محمود (العامل في أحد محال بيع ألعاب الأطفال) أنه في الفترة التي تسبق دخول العيد يتم الطلب بكميات مضاعفة من الدمى والشخصيات الكرتونية لكثرة الطلب عليها من قبل الأطفال. وهنا يعلق الاستشاري النفسي في الصحة النفسية الدكتور محمد أيمن العرقوسي على الموضوع مبينا أن سبب تعلق الأطفال بهذه الدمى هو الألوان والشهرة التي تحظى بها عند الاطفال، موضحا أن الأطفال ينشؤون في سنواتهم الأولى وهم ينظرون ويشاهدون أكثر بكثير مما يقولون أو يفكرون، وهذا ما يساهم في طبع الصور والشخصيات في عقلهم الباطن، كقدوة يرغبون بتقليدها. وما أن يبدأ الأطفال بالقدرة على الحركة أو الكلام أو التصرف، حتى نجد تلك الصور العالقة في ذهنهم، وقد طفت على السطح، وباتت تؤثر في تصرفاتهم. لذلك فإننا نجد أن الدراسات النفسية والتربوية تحرص كثيرا على توصية الأهل بإيجاد بيئة ملائمة لنمو الأطفال من هدوء وسكينة، لكيلا يصابوا بالعصبية وأن يبعدوهم عن مشاهد العنف، لعدم تأثرهم بها فيقلدونها، ما قد يتسبب لهم بأذى كبير. وعن سبب تعلق الأطفال بهذه الدمى قال العرقسوسي «نجد الطفلة أو الطفل تقضي وقتا طويلا أمام التلفزيون مما يتسبب في تعلقها بالشخصيات الكرتونية التي تراها فيه، والسؤال كيف نستطيع التغلب على هذه المشكلة، وهل لابد من إيجاد تنظيم جدول يومي لها يضم أنشطة مختلفة لشغل أوقات فراغها بما يفيد؟. والجواب أنه يمكن تخصيص أوقات لممارسة الطفل هواياته مثل تخصيص وقت للقراءة ووقت للعب دون أن نتركهم أسرى لهذه الشخصيات والدمى الإلكترونية.