أصبح التحرش ظاهرة داخل المجتمع وهذا واقع أصبحنا نشاهده يومياً.. وذلك ما نشر من فعل غير أخلاقي إزاء العديد من الفتيات في مدينة جدة والطائف، ويرجع ذلك حتمًا إلى ضعف الوازع الديني والسلوكي لدى المتحرش وقد يكون لديه جوانب نفسية.. ولكن التحرش جريمة وهي منتشرة في جميع المجتمعات وبدأت تزداد وتظهر خلال العقدين في المجتمعات العربية.. بل في الحياة المعاصرة تزداد معاناة المرأة العاملة وذلك بسبب ظاهرة التحرش.. ونحن نعرف أن إثبات حدوث التحرش على المرأة من اصعب الأمور.. ولا يقوم بهذا العمل القذر إلا منعدم الإنسانية الذي تدنى مستواه إلى الحضيض.. إنها ثمار قبيحة المنظر كريهة الرائحة.. والمتحرش قد تحرر من دين الله، وتجرد من كل قيم وآداب الفطرة السليمة.. ولكن هذا التخبط بين نظريات هذا وآراء ذاك عن هذا التحرش يعطينا ثقة ويؤكد لنا أننا بحاجة إلى طريق نجاة بعد أن حاد عنه الإنسان وقدس عقله وأعطى هواه ما يريد قال تعالى: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). كلمات رائعة سطرها الأستاذ سطام المقرن بمقاله بصحيفة «الوطن» والذي حمل عنوان.. ادفنوا قضايا التحرش. يقول سطام.. صحيح أن الإسلام حرم الزنا ولكن مازال موجوداً في المجتمع وصحيح أن الإسلام أمر بالحجاب وغض البصر ولكن مازال هناك تحرش بالرغم من هذه التحذيرات.. فأين هي الوقاية التي يتحدث عنها البعض.. فعندما يأمر الإسلام المرأة بالحجاب حتى لا تتعرض للإيذاء.. فهل معنى ذلك أن المرأة غير المحجبة يسوغ التحرش بها وإيذائها ومن الواجب الأخذ بكل وسيلة لتحقيق هدف حماية المرأة من التحرش، وعلى رأسها الاستفادة من الخبرات البشرية والطرق المجربة والإمكانيات التي يوفرها التطور العلمي في المجتمعات المتقدمة، دون الانغلاق على الذات والتراث.. ورفض القوانين بحجة أنها بشرية ومستوردة من بلاد الكفر. أخيراً.. ماذا يخشى المتحرش.. هو يخشى نظرات الشك وعدم الثقة على الرغم من تقمصه المثالية.. والمتحرش يبحث عن الفرصة المناسبة ليصيد فريسته فهو يتبع أساليب مثالية وهذه الخطوة الأولى.. ومن هنا فإن سن قانون لمكافحة التحرش اصبح ضروريًا في هذا الوقت الذي انتشر فيه وتعاظم داء التحرش فمتى يُسن هذا القانون؟!. [email protected]