من يتتبع أخبار تلك الكميات الهائلة من المخدرات بمختلف أصنافها السائلة والجافة التي يكتشفها رجال الأمن عبر المنافذ الحدودية أو عبر مراكز بيعها وترويجها ومن يتتبع أخبار الأعداد الكبيرة من المتعاطين لها من أبناء الوطن يكتنفه الذهول وتنتابه الحيرة ويتبادر الى مخيلته عدة أسئلة هي : من يقف خلف ذلك من الداخل أو الخارج ؟ ومن يسهل أمر دخولها حتى أصبحت في متناول الكثير من أبناء الوطن ؟ وأين دور التوعية بأضرارها من قبل المنابر الإعلامية والدعوية والتربوية التي أراها قاصرة تمام القصور في ذلك وإن حدث فهي مشاركات خجولة محدودة التأثير لضحالة الرسالة وافتقادها للعمق في محتواها ولافتقادها للعلمية المطلوبة في إحداث الأثر؟ فالمؤكد أن بلادنا في هذه الأيام تحديداً تعيش مرحلة صعبة تكتنفها الأخطار من كل اتجاه وتمارس حيالها كافة السبل التخريبية المبرمجة وفي مقدمتها بالطبع سلاح المخدرات التي انتشرت بصورة لافتة وأصبحت خطراً يهدد حياة أكبر شرائح مجتمعنا ألا وهي الشباب ولاشك أن فئة الحاقدين على أمننا واستقرارنا من أعدائنا والطامعين في جمع المال من تجار المخدرات من الخارج والداخل وخاصة العمالة الوافدة تتكالب جميعاً لتحقيق مآربها.. ولعلي هنا أستشهد بما حدث في سجن بريمان جدة حينما مورست أحدث الاساليب المبتكرة لإيصال تلك المخدرات الى داخل السجن من خلال طائرات صغيرة موجهة عن بعد، ولولا يقظة رجال أمن السجن وحسن تدبيرهم لاصطيادها عند وصولها لحدث الممنوع ..لذا نقدم لهم من هذا المنبر كل الشكر والتقدير كونهم بذلك كشفوا أحدث أساليب المكر الشيطاني الذي كان بالإمكان استخدامه في إحداث جرائم أخرى أكثر خطورة وأشد ضرراً. ولعلي من خلال هذا المنبر أتقدم ببعض المقترحات التي تجعل المواطن يدخل شريكاً فعالاً ومؤثراً في محاربة تلك الآفة الخبيثة فأقول: -حبذا لو خصصت مكافآت مجزية لمن يبلِّغ عن تاجر أو مروِّج وتكون مثل تلك المكافآت مضاعفة لفئة المتعاطين الذين يبلِّغون عن التجار والمروِّجين مقابل عدم تعرضهم للعقاب بل تُوفَّر لهم عملية العلاج في سرية تامة . -أن تخصص لرجال الأمن بمختلف مجالات عملهم ممن يسهمون في كشف التجار والمروجين مكافآت مجزية بالإضافة الى منحهم علاوات أو ترقيات فورية وتكون تلك المكافآت مضاعفة لرجال الأمن على المنافذ البرية والبحرية والجوية بالإضافة الى مضاعفة رواتبهم ومنحهم العلاوات والترقيات وتقليدهم نياشين لذلك العمل النبيل . وفي الختام يقيني أن وزارة الداخلية التي يقف في أعلى هرمها ولي العهد صقر الأمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف رعاه الله وسدد خطاه ،ستتبنى تلك المقرحات . والله من وراء القصد.