نقترب من موعد انتخابات المجالس البلدية، وفي الدول الأخرى نشهد حراكًا سياسيًّا ومجتمعيًّا يسبق هذه الانتخابات، وهي تحظى باهتمام لا يقل عن الاهتمام بانتخابات البرلمان. ويفترض عندنا خاصة بعد الإصلاحات التي طرأت على نظام المجالس البلدية، وفي مقدمتها مشاركة المرأة، وتعديل سن الانتخاب، أن نشهد حوارات حوله، ونسمع له صدى خاصة في محيط أولئك الذين لا يرون في غير الانتخابات بديلاً. بل إننا ومنذ أن أعلن عن موعد الانتخابات لم نشعر أننا نعيش أجواء انتخابية، ولم أسمع أحدًا داخل التجمّعات من مختلف الأطياف، يبدي تفاعلاً مع هذا الحدث، أو يقترب من الحديث فيه، وأجزم أن أبرز الغائبين عن مراكز الاقتراع سيكون هؤلاء الذين يتحدّثون دومًا عن الانتخاب كأحسن وسيلة ابتدعها العقل الإنساني للمشاركة السياسية. وقد يكون لموقف الناس السلبي من المجالس البلدية عذر، فهم لم يجدوا في تاريخ عمرها الطويل شيئًا تحفظه الذاكرة. الناس في مدينة كجدة مثلاً يتكلّمون عن مشكلات، تحدّثوا عنها قبل أربعين سنة، وعلى مدار تلك السنوات، كنقص المياه التي لا تزال معظم منازلنا تنام أيامًا بلا ماء.. ومشكلة المجاري التي تعيش على ضفافها معظم الأحياء، وهناك مشكلات المرور، والنظافة، والأرصفة، وحفر الشوارع، حري بهذه المجالس أن تنيب عن الذين انتخبوها، لتوفيرها لهم من دون مشقة.. ماذا فعلت المجالس البلدية تجاهها؟. لقد شهدنا عبر سنوات إنجازات هائلة في مجالات الطرق، والموانئ، والجامعات، وبناء المدن، وتطويرًا لأداء معظم المرافق كالأمن، والجوازات، والأحوال المدنية، ولكن الأجهزة البلدية لم تستطع مسايرة تلك القفزات، وكنّا نعوّل على المجالس البلدية تحريك الساكن في مجالات حيوية كتلك التي ذكرنا!!