جنون العظمة ليس داء بشرياً فقط ، فحتى الدول والمنظمات يمكن أن تصاب بهذا المرض القاتل ، وصفحات التاريخ ملأى بالعديد من الشواهد لدويلات (ميكروسكوبية) صارت أضحوكة للبشرية بعد أن توهم حكامها أنهم يديرون العالم كله من فوق كراسيهم الصغيرة،مثل (كاسترو) و(عايدي أمين) و(القذافي) غير أن أبرز هذه الدول وأقربها لنا هي إيران ،ذلك النظام الذي أشغل العالم منذ مجيء الخميني في العام 1979 بتمويله للإرهاب ، وافتعال المشكلات . ما الذي تريد إيران الوصول إليه من خلال إنفاقها الشيطاني الهائل على صناعة الأزمات ، وإهدار ثروات شعبها على إعلانات دعائية مضحكة عن منجزات وهمية مثل الاتفاق النووي الأخير ؟ أعتقد أن الجواب لن يخرج عن سببين اثنين .. أولهما إشباع نهم النرجسية الإيرانية القديم للإمبراطورية الفارسية ، وكأنها تريد القول للجميع أنها أصبحت دولة عظمى !! . وثانيهما إلهاء وإخماد ثورات الداخل الإيراني الجائع والمطحون ، والذي يدفع ثمن فاتورة المغامرات العنترية لسياسييها وحرسها الثوري ومرشدهم الأعلى . من الطبيعي جداً أن تعيش إيران العديد من الأزمات الداخلية، من فقر وتضخم وبطالة ، فبحسب إحصاءات للمقاومة يبلغ عدد العاطلين عن العمل 10 ملايين عاطل ، بينما يعيش 15 مليون إنسان تحت خط الفقر بالإضافة الى 15 ألف أسرة مشردة في شوارع طهران ، هذا الواقع المفزع أدى لتظاهرات عنيفة جابهتها السلطات بالقمع وحظر وسائل التواصل الاجتماعي !. إذا اعتبرنا كل هذا أمر طبيعياً ،فان غير الطبيعي هو أن تهدر المزيد من الأموال على أكاذيب إعلامية مضحكة هدفها تجميل الوجه القبيح للسياسة الإيرانية ، وتخدير المواطن بأخبار تلهب خيالات كتاب الكوميديا ورسامي الكاريكاتير مثل خبر إرسال ( قرد ) إلى الفضاء ضمن تجاربها المتقدمة، أو صناعة طائرة ( ستيلث) (الشبح) ، أو بناء غواصات تفوق الغواصات الأمريكية ، وهي إعلانات صارت مادة للتندر . وما الاتفاق النووي الأخير الذي حاولت إيران تصويره كانتصار مهم إلا واحد من هذه الدعايات السياسية المضحكة ، ولك أن تطلع على ما كتبته صحيفة (كيهان) الأكثر انتشاراً والمقربة من المرشد الأعلى قبل أيام ، حيث قالت إن الاتفاق النووي خدعة وهزيمة جديدة ، لم تقدم سوى مزيد من التنازلات الإيرانية للغرب . للكاتب المصري صلاح حافظ عبارة جميلة في تفسير جانب من جوانب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق تقول: «سقط هذا النظام لأنه كان يعيش طوال الوقت في بيت من المرايا, لا يرى فيها غير نفسه وبالحجم الذي يبغيه وفي الضوء الذي يريده «.. وأعتقد أن الهر الإيراني الذي يحكي انتفاخاً صولة الأسد يعيش في نفس الوهم ويسكن نفس البيت . إيران دولة عظمى في افتعال المشاكل والكذب على مواطنيها فقط [email protected]