عقب كل إخفاق لقوات الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في تحقيق تقدم في المعارك التي يخوضونها في مدن يمنية عدة، يلجؤون إلى استخدام الأسلحة الثقيلة التي يملكونها في قصف الأحياء السكنية واستهداف المناطق المأهولة بالمدنيين. ومع التزام قوات التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ورجال المقاومة الشعبية بالهدنة الإنسانية التي استمرت لخمسة أيام، اغتنمت ميليشيات الحوثي وصالح هذه الفرصة وعاودت استخدام آلياتها الثقيلة بكل قوة، بعد أن كانت تلك الآليات والأسلحة في مرمى غارات طائرات التحالف. وحصلت "الوطن" من مصادر مختلفة على إحصاء أولي للضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء استهداف قوات الحوثيين للأحياء المدنية في عدد من المدن اليمنية، منذ بدء سريان الهدنة الإنسانية ليل الثلاثاء الماضي. وبلغ الإحصاء الأولي للضحايا، 40 قتيلا، وأكثر من 130 جريحا، غالبيتهم من النساء والأطفال، ويتوزعون على أربع محافظات يمنية، هي من ضمن المناطق التي يخوض فيها الانقلابيون معارك عنيفة ضد رجال المقاومة الشعبية والجيش المؤيد للشرعية، وتلك المحافظات التي تعرض فيها المدنيون للقتل والإصابة هي تعز، وعدن، والضالع، ومأرب. وقالت مصادر محلية وقيادات في المقاومة الشعبية، إن المدنيين الذين استبشروا بإعلان الهدنة الإنسانية، تعرضوا لأبشع أنواع الانتهاكات، حيث قصفت بيوتهم ودمرت على رؤوسهم، كما أبيدت أسر بأكملها جراء قصف الحوثيين للمنازل والأحياء السكنية الآمنة. ففي محافظة تعز، قصفت قوات اللواء 22 الموالي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، منازل المواطنين في المدينة وتركز القصف على أحياء الروضة، والجمهوري، والستين، والحوض، والشماسي، والثورة. وبسبب القصف المكثف على هذه الأحياء السكنية قتل وجرح العشرات من المدنيين غالبيتهم من الأطفال، ما دفع مستشفى الروضة في المدينة إلى إطلاق نداء استغاثة للأطباء والممرضين للمساعدة في إنقاذ الضحايا. وقالت مصادر في المقاومة في تصريحات إلى "الوطن" إن راجمتين لصواريخ الكاتيوشا وصلتا السبت الماضي، إلى مقر معسكر اللواء 22 لتعزيز قوة المخلوع والحوثيين، وهو ما زاد من مخاوف الاستمرار في الاعتداء على الأحياء السكنية وقتل المدنيين. محافظة الضالع وأحياؤها السكنية هي الأخرى، تعرضت للقصف بقذائف الهاون والدبابات من مواقع عسكرية للمتمردين الانقلابيين، وطال القصف قريتي الجليلة، والوعرة، وأسفر عن قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال أيضا. ولم يختلف الوضع كثيرا في عدن التي تتعرض لأعنف هجوم من الحوثيين والمخلوع في استماتة غير مسبوقة منهم للسيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية والعسكرية. وطوال أيام الهدنة تعرضت أحياء مختلفة كحي الممدارة، ودار سعد، لقصف عنيف، أدى إلى مقتل أكثر من 15 مدنيا وجرح آخرين، حسب مصادر طبية تحدثت إلى "الوطن". وحذر قادة في المقاومة الشعبية من أن عدم استهداف طائرات التحالف للأسلحة الثقيلة التي يمتلكها الانقلابيون قد يضاعف المأساة في صفوف المدنيين، وهو ما ينبئ باحتمال كارثة إنسانية قد تشمل كل منزل وكل بيت، إذا لم تتخذ قوات التحالف والمقاومة الشعبية موقفا موحدا للتعامل مع تلك الأسلحة ووقف عبثها بأرواح الأبرياء.