ثمانين عاما عشتَ ، والجرحُ ينزفُ وما غيرُ ( أيّوبٍ ) ، بدائك يعرفُ تواريه عن كلّ العيونِ ، منشّفًا دماءَكَ بالصبر الذي ليس ينشَفُ حواليكَ .. لم نسمعْ أنينكَ مرةً وربّتما أنّتْ من البيتِ أسقفُ حواليك .. لم نبصرْ سوى وجه (حاتمٍ ) يهِشّ لمن يلقى .. ندىً ، ويضيّفُ نظنّكَ من جهلٍ .. معافىً منعّمًا وأنتَ بقمصانِ الجوى تتلحّفُ تعاني ثقيلَ الداءِ ، يشتدّ مَوْهِنًا وليس سوى ذكر الإله يخفّفُ تبيتُ الليالي في مسامرة السّما فما نام طرفٌ منك أو نام مصحَفُ بُليتَ بداءٍ ، لو أصابتْ سهامُهُ ( ثبيرًا ) ، لقضّى عمره ، وهو يرجُفُ ولو وخزتْ آلامُه البدرَ ضاحكًا تعالى بكاءُ البدر ، أو راح يُخسفُ إذا ما سألنا .. ، قلتَ : كالوردِ .. أبشروا لكي لا ترى عينًا من الحزن تذرِف ولم ندرِ أنّ الموتَ قد دقّ بابنا وأنك من دهرٍ إليه تَشوّفُ تخبّئه عنّا .. ، لكي لا نرى مُدىً بكفّيه سُلّتْ .. أو مباضعَ تُرهَفُ فللهِ هذا القلب .. قلبك يا أبي لقد ظلّ طولَ العمرِ .. يحنو ويعطِفُ ترقّ لنا ، والروحُ في كفّ ( عِزْرَلٍ ) تراها ، وقد شقّ الفضاء يرفرفُ تودّعنا بالحافظاتِ من الدّعا تخافُ علينا الذئبَ ، إذ نحن ( يوسُفُ ) كبرنا ، وما زلنا بعينكَ كومةً من اللحم .. أفراخًا ، بها القلبُ يرأفُ كأنّ السنين ، إذ تمرّ ، سحائبٌ تسحّ ، فنخلُ القلب يعلو ويورفُ تزيدُ حنانًا ، إذ تُضوّئ شيبةً ويدنو لك الأفْقُ البعيد .. ويُكشَفُ لكم قلتَ : عصرٌ غادرٌ ، فتنبّهوا فغيلانُه أظفارُها .. تتخطّفُ لكم قلتَ : عصرٌ جائرٌ ، فتجمّعوا فألفُ خميسٍ بات للشرّ يزحَف لكم قلتَ : عصرٌ فاجرٌ ، فترفّعوا فليس لكمْ إلا التقى والتعفّفّ يخالك قومٌ صرتَ شيخًا مخرّفا متى كانت ( الزرقاءُ ) يومًا تخرّفُ إذا نحن سرنا لا نرى موضعَ الخطى صرختَ بنا : إنّ الدروبَ تُخوّفُ أرى ( الأعورَ الدجّالَ ) هبّ مقهقهًا وما عاد بعد اليوم في القيد يرسُفُ يبشّرُ أهلَ الأرضِ بالفتنِ التي تَكاد تُكادُ الشمسُ فيها وتكسَفُ يسيلُ دُجاها من سواد عيونه فيهدِرُ دُفّاعًا .. يجرّ ويجرُفُ إذا ما نجا ناجٍ ، ترى ألفَ هالكٍ بواديه يهوي ، وهو في ( النّار) يَقذِفُ سلامٌ عليكمْ .. ، يا أبي ، إنّ قلبكمْ يبذّ عيونَ الصقر ، والصقرُ مشرِفُ سلامٌ عليكمْ .. ، ربّنا خيرُ حافظٍ فمَنْ غيره عند الشدائدِ يلطُفُ سلامٌ عليكَمْ .. ، في ربى (الخلْدِ) موعدٌ لنا ، وكلانا ليس للوعدِ يُخلِفُ (*) الجامعة الأردنية عمان