قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن النظام السوري لم يستهدف داعش «الإرهابي في بداية تشكله على الأراضي السورية، معتبرا أن بين التفسيرات لذلك رغبته في إظهار قوة أسوأ منه بظل الموقف الدولي المناهض لدمشق. وقال العاهل الأردني في مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية امس الاحد، ردا على سؤال حول مصدر داعش وكيفية تأسيسها «هذا هو السؤال الجوهري، أعني أن هناك الكثير من نظريات المؤامرة تتردد هنا وهناك، لكن لا توجد إجابة واحدة محددة، من وجهة نظر الأردن، فقد رأينا عصابة داعش قبل عامين تقريبا تتشكل في الرقة في شمال سورية، والتي تعد مقرها الرئيس». وتابع بالقول «ما كان مثيرا للاهتمام أنه بينما كانت تتشكل وتقوى، لم يتعرض لها أحد فالنظام كان يقصف الجميع إلا داعش، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الاستغراب، لماذا كان يسمح لهم بتعزيز وجودهم؟ كان أحد التفسيرات بشكل واضح أنه بوجود إدانة دولية للنظام فقد كان هناك من يسعى إلى إيجاد طرف أسوأ منه في منظوره، بحيث يميل الرأي العام إلى النظام، وقد نجحوا في ذلك». وعن الطرق الواجب اتباعها سياسيا وعسكريا لمواجهة داعش الارهابي، قال الملك عبدالله الثاني «من منظور عسكري تكتيكي، يجب متابعة تطور الهجمات داخل العراق، ولكن مرة أخرى فالقضية الأساسية هي كيف يتم دعم الأكراد بشكل صحيح لأن ذلك في غاية الأهمية، وكيف يمكننا التواصل مع جميع المكونات السنية وأن نشعرهم بأن لهم مستقبلا، وأضاف «إن أخفقنا في إيجاد حل لمعضلة مستقبل السنة السياسي في العراق، سوف يتوصلون لاستنتاج مفاده أنه ما الفرق بين بغداد وداعش؟ إن لم نجد حلا يعالج مستقبل السنة الذين هم جزء من مستقبل العراق، لن تحل معضلة العراق أبدا، وآمل أن يفهم أصدقاؤنا وخصوصا الولاياتالمتحدة هذه الجزئية المهمة». إلى ذلك، قتل 52 شخصا على الاقل في غارات جوية للائتلاف الدولي ضد مواقع لمتطرفين في قرية بشمال سوريا، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد. فيما اصيب 40 مدنيا على الاقل بينهم اطفال بحالات اختناق بعد هجوم بغاز الكلور استهدف بلدة سراقب في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة ادلب في شمال غرب سوريا، بحسب ما اعلن المرصد. واوضح رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان «غارات للائتلاف على بلدة بير محلي بريف حلب اوقعت 52 قتيلا» بينهم 7 اطفال، بينما لا يزال 13 شخصا في عداد المفقودين». واضاف عبد الرحمن إن مواجهات تدور بين مقاتلين اكراد ومقاتلين مسلحين من جهة وبين متطرفي تنظيم «داعش» الارهابي من جهة اخرى، في بلدة تبعد كيلومترين تقريبا. وتابع «الا انه لا يوجد في بيرمحلي سوى مدنيين فقط ولا مواقع لتنظيم الدولة او مواجهات». وشدد على ان «ايا من مقاتلي تنظيم «داعش» الارهابي لم يقتل في الغارة على بيرمحلي، الا ان غارات اخرى غير بعيدة ادت الى مقتل سبعة متطرفين. وفي مدينة حلب قتل 15 مدنيا على الاقل بينهم 9 اطفال في قصف بالصواريخ استهدف مناطق واقعة تحت سيطرة النظام، بحسب ما اعلن المرصد الذي حذر في الوقت نفسه من ان الحصيلة مرشحة للارتفاع اكثر بسبب «وجود عشرات الجرحى في حالة حرجة». وبحسب عبد الرحمن فان هذا القصف نفذه فصيل من المعارضة هو «لواء «شهداء بدر» وذلك ثأرا لمقتل قائده محمد سراج المعروف باسم خالد حياني برصاص قناصة النظام والمسلحين الموالين له الجمعة». من ناحية اخرى اصيب 40 مدنيا على الاقل بينهم اطفال بحالات اختناق بعد «هجوم بغاز الكلور» شنه النظام السوري فجر السبت استهدف بلدة سراقب التي تسيطر عليهما المعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد، بحسب ما افاد المرصد. واظهرت شرائط فيديو بثها ناشطون، لم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد من صحتها في الحال، عددا من المتطوعين الطبيين وهم يقومون في بلدة سراقب بغسل اطفال بينهم رضع في حالة صدمة، بعضهم يسعل وآخرون يضعون اقنعة. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد اتهمت في شهر مارس الماضي نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالقاء براميل متفجرة تحوي غاز الكلور على مدنيين في مناطق المعارضة، الا ان دمشق نفت ذلك. وذكر المرصد ان «40 مدنيا على الاقل بينهم اطفال اصيبوا بحالات اختناق بعد ان قامت مروحيات النظام برمي برميلين متفجرين يحويان غازات سامة عند الساعة الثانية من فجر السبت (23،00 تغ مساء الجمعة) على بلدة سراقب في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة إدلب (شمال غرب)». ورجح المرصد نقلا عن مصادر طبية في المكان «ان الغاز المستخدم هو غاز الكلور». المزيد من الصور :