فيما صعّدت قوات نظام بشار الأسد خلال الأيام الماضية من انتهاكاتها لحقوق المدنيين في أحياء حلب الغربية التي تسيطر عليها، قالت تقارير إعلامية أمس إن هذا التصعيد يعكس حالة التخبط التي أصابت شبيحة الأسد، بعد تشكيل الثوار من فصائل المعارضة غرفة عمليات "فتح حلب"، والأنباء الواردة عن نية الثوار تحرير كامل المدينة من قبضة النظام الأمنية. وأفاد نشطاء ومدنيون انتقلوا للإقامة من أحياء سيطرة النظام إلى الأحياء المحررة في مدينة حلب، بأن عائلات عدد كبير من الضباط والشبيحة بدأت تغادر مدينة حلب متجهة إلى طرطوس، وبعض الشبيحة من مواليد محافظة حلب غادروا سورية، لافتين إلى أن رئيس أمن الدولة غادر برفقة عائلته مدينة حلب، إضافة إلى مغادرة كبار الضباط في اللجنة الأمنية بحلب مع عائلاتهم إلى أماكن لم تعرف بعد.وكان مركز مدينة حلب، قد شهد إعادة انتشار قوات الأسد بعد انسحابها من منطقة الجديدة وتقدم الثوار نحو سوق التلل، بينما اشتكى أهالي بعض الأحياء من انتهاكات قوات وشبيحة الأسد، عبر سرقة محلات الأقمشة والملابس، بشكل شبه يومي، ومنعوا المدنيين من الذهاب إلى محالهم بذريعة الاشتباكات مع الثوار. كما شهد حي حلب الجديدة الواقع تحت سيطرة النظام - وفق شهادات الأهالي- حدوث عمليات خطف للأطفال في الحي غالبيتها من طرف شبيحة الأسد من قرية بنيامين، وأن شبيحة الأسد ينقلون المخطوفين من الأطفال إلى مدينة السفيرة، ويتم بعدها التفاوض مع أسرهم لإطلاق سراحهم مقابل فدية مالية. من ناحية ثانية، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن قوات الأسد استخدمت الغازات السامة خلال قصفها بلدة (سراقب) في إدلب. وقال المرصد في بيان له إن "الطيران المروحي التابع لقوات النظام ألقى عدة براميل متفجرة صباح أمس على مناطق في بلدتي (سراقب) و(النيرب)، واتهم نشطاء قوات الأسد باستخدام غازات خلال القصف، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة مواطنين آخرين غالبيتهم من الأطفال والنساء بحالات اختناق. في الغضون، استهدف الطيران المروحي بلدة النيرب ببرميل متفجر يحوي غاز الكلور السام، ما أسفر عن استشهاد طفل وإصابة عدد من المدنيين بحالات اختناق، كما تعرضت قرية حلول في سهل الروج في ريف إدلب لقصف مدفعي عنيف من حاجز المعصرة قرب محمبل على منازل المدنيين، واقتصرت الأضرار على الماديات. إلى ذلك، قتل 52 شخصا على الأقل في غارات جوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش شمال سورية، حسبما أعلن المرصد السوري أمس. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "غارات للائتلاف على بلدة بير محلي بريف حلب أوقعت فجر أول من أمس 52 قتيلا"، بينهم 7 أطفال بينما لا يزال 13 شخصا في عداد المفقودين. على صعيد آخر، أعلن ناشطون فلسطينيون أن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبدمشق تحول إلى منطقة منكوبة بسبب الحصار الخانق والقصف العنيف الذي يتعرض له المخيم من مواقع قوات نظام الأسد. وذكر الناشطون في بيان أمس أن اليرموك أصبح شبه خال من سكانه، ولم يبق داخل المخيم سوى 10 آلاف لاجئ فلسطيني من سكانه الأصليين الذين قدرت "الأونروا" عددهم قبل حصار قوات الأسد للمخيم بمئة ألف لاجئ فلسطيني. من جهتها، وثقت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية 2800 ضحية فلسطينية في سورية منذ انطلاقة الثورة، وأكدت أن 5 مخيمات فلسطينية في سورية تعرضت للدمار الشامل جراء قصف الطائرات والمدفعية الثقيلة التابعة لنظام الأسد.وكشفت المجموعة في بيان أن 200 ألف لاجئ فلسطيني نزح إلى خارج سورية منذ عام 2011، و200 ألف آخرين تسبب الحصار والدمار في منازلهم إلى نزوحهم إلى مناطق أكثر أمنا داخل سورية.