* يبدو أننا قد وصلنا إلى حال متردية من (هياط) الألقاب، ومن الهوس بالمسميات!! فكل يوم ننزلق أكثر باتجاه هذا الجنون اللا نهائي، وما تصدرنا - كعرب - لقائمة من يشترون الزيف على شكل شهادات وألقاب، ومن يشترون الأتباع والمعجبين و(الريتويتات) و(اللايكات) في تويتر وانستجرام إلا شواهد على التورم المرضي الذي نعيشه، وعلى رواج سوق الكذب في عالمنا العربي ( المتواضع) جداً. * اللافت أن للعرب مذاهبهم المختلفة والمتنوعة في أسواق الزيف هذه .. فمنهم من يشتري لقبًا علمياً (كما أوضحنا ذلك في مقال سابق)، ومنهم من يشتري وجهاً افتراضياً في الإنترنت يمثّل به دور الواعظ الحاذق والحادب على شؤون الأمة، أو دور الخبير أو الحكيم الذي يملك كل الحقيقة.. ومنهم من يذهب غير هذه المذاهب فيشتري نسباً يلوذ به من جحيم طبقيتنا المرعبة!. * لا تعجب عزيزي القارئ.. فتجارة الأنساب اليوم إحدى أكثر أنواع التجارة رواجاً على صفحات الإنترنت! .. ففي ظل وجود عقليات لازالت تحمل بقية من جاهلية، وتؤمن بالتفاخر بالأنساب والألقاب كان من الطبيعي جداً أن تزدهر هذه التجارة، وأن تقام لها الأسواق، وأن تجد من الزبائن والمريدين ما يفوق الحصر، وأن يتحول النسب الشريف إلى سلعة في يد بعض المرتزقة الذين ما كان لهم أن يستمروا في فعلتهم لولا أن وجدوا من يتهافت عليهم ويروّج لبضاعتهم!.. لهذا لم يعد غريباً أن تجد على الانترنت من يغريك بالحصول على بطاقة تصل نسبك بالدوحة المحمدية الشريفة، ممهورة ومختومة، وموصلة إلى باب بيتك مقابل 1000 دولار فقط!. * الهوس بالزيف هو نتاج طبيعي لثقافة (هياط) مجتمعي تهتم بالمظهر والشكل والمسمى واللقب والشهادة والديكور الخارجي أكثر من اهتمامها بأفعالها.. وتتفاخر بأنسابها وجذورها التاريخية أكثرمن تفاخرها بإنجازاتها.. إنه تورم الذات ذلك المرض العضال الذي أثقل الشخصية العربية، وأعاقها عن كشف قصورها، وعن تنمية ذاتها ومجتمعاتها، وحرمها رؤية الأمور على حقيقتها!. * بمناسبة (هياط) الألقاب العلمية، هل يعلم بعض (دعاتنا) الذين صُدمنا بوجود أسمائهم ضمن كشوف أصحاب الشهادات المزيفة.. هل يعلمون من أين جاءت كلمة «دكتور»؟! [email protected]