أعلنت طهران على لسان علي يونسي مستشار الرئيس (الوديع المتسامح) حسن روحاني أن إيران لم تعد مجرد دولة، وإنما هناك إمبراطورية تتشكّل لتعيد سيرتها القديمة الأولى (كما كانت عبر التاريخ). أما الأشد وطئا فهو إعلانه أن بغداد هي كما كانت من قبل عاصمة الإمبراطورية الفارسية الساسانية (التي قامت قبل الإسلام وضمت العراق). وأضاف المستشار علي يونسي: إن كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية، وهم سيقفون في وجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والغرب والصهيونية. وأما وزارة الخارجية العراقية فردّت على استحياء إذ أعربت عن استغرابها للتصريحات المنسوبة إلى الشيخ المستشار علي يونسي بخصوص العراق. وفي تصريح لمعمّم آخر، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني: إن إيران باتت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط ومضيق باب المندب. ذلكم هو المشروع الصفوي المجوسي الجديد الذي يحاول استرجاع القديم. وللحقيقة فقد خدمت إيران مشروعها لأكثر من 35 عاماً، في حين تاه الآخرون في دهاليز الشعارات المحلية والوطنية والانكفاء على الذات، دون التنبه للخطر القادم الذي يزحف كالماء من تحت الباب في هدوء حتى إذا أصبح طوفانا ابتلع الجميع بلا استثناء. الكارثة أن كثيراً من المستعربين (الوطنيين) قد أصمّوا آذاننا بشعارات برّاقة وحملات ظالمة تندد بكل من يسلك غير سبيلها إلى درجة التشنيع والعداء باعتبار المشروع الإيراني في النهاية يصب في نهاية المطاف في خانة المشروع الإسلامي المقاوم للصهيونية والإمبريالية إلى آخر القائمة الفجة التي لا تسمن ولا تغني من مشروع حضاري اقتصادي سياسي عسكري مناهض للمد الصفوي القادم. وبالرغم من تصريح سمو وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بأن (إيران أصبحت تهيمن على العراق)، فإني لم أقرأ بعد؛ لأي من أولئك المتسامحين مع العقيدة الصفوية المسالمين لمعتنقيها المناهضين لمخالفيها أية ردود جادة تُحذِّر من الخطر القادم أو تُندِّد بالمشروع الآثم. بل ليس من المستبعد أن تدعو بعض هذه الأصوات النشاز إلى تبني سياسات مهادنة وموادعة وربت على الأكتاف مع قم وطهران. لكم عجزت عن فهم هؤلاء! لأني لا أعلم أهم يميلون إلى هؤلاء أم إلى هؤلاء!. [email protected]