تناقلت بعض الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي العديد من الروايات والتأويلات لما حدث أثناء ندوة (الشباب والفنون.. دعوة للتعايش) التي أقيمت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2015م؛ ولأني حضرتُ تلك الندوة التي أقيمت بعد المغرب من يوم الأحد الماضي، إليكم تفاصيل ما جَرى: ففيها تحَدث (الدكتور معجب الزهراني) مؤكدا أنّ الماضي شاهد على تسامح المجتمع السعودي في نظرته للفنون المختلفة كالتصوير والأغاني والرقصات الشعبية والسينما وغيرها؛ مشيرًا إلى أنه لمس ذلك في صغره وفي قَرْيَته، ثم في الرياض عندما انتقل إليها للدراسة، أيضًا أدرك أهمية الفنون في حياة الشعوب عندما درسَ في (فَرنسا) لسنوات. ولكن عند عودته للرياض وجد تَغَيُّرًا في المجتمع و"تصَحُّرًَا" (بحسب نصّ كلامه)، وخوفًا وريبة من الفنون عمومًا، ومنعًا لبعضها بطريقة أو أخرى، وصادقَ على كلامه بسَرْد طائفة من المواقف! بعد انتهاء حَدِيث المشاركين في الندوة (الذي لم يُقَاطَع أبدًا) جاءت المداخلات، التي كانت مفتوحة للجميع، حينها تداخل أحد الحضور، وكان تعليقه مُنصَبًا على ما طرحه (الدكتور معجب)، مُصِرًّا على حُرْمَة التصوير والسينما! ثم بعد عدة مداخلات رجالية ونسائية متنوعة كانت العودة للمشاركين ليُعَلّقُوا عليها، وفيها أبدى (الدكتور معجب) احترامه لكل الآراء، ولكنه أصرّ على كلامه مستشهدًا بقيام بعض الجماعات مؤخرًا بتكسير آثار العراق باعتبارها أصنامًا!! وهنا رفع أحد الحاضرين صوته من مكانه (دون أن يستأذن مِن مدير الندوة) معترضًا على تعقيب (الدكتور معجب)، موضحًا بأنها (أصنام) وإبراهيم عليه السلام حطمها، فَردّ الدكتور هذا رأيكم، أما أنا فلا أراها إلا آثارًا تجب المحافظة عليها!! ولأن (صلاة العشاء) قد صُلِّيَت في صالات المعرض قبل ختام الندوة، أَذنَ أحدهم، وأثناء الأذان تواصل الحوار بين الطرفين في المنصة، التي لم يكن فيها (أبدًا) أية تجاوزات من الجانبين! ثمّ إنّ إقامة صلاة العشاء في القاعة أنهت النِّقَاش؛ ليؤديها الحضور، بمن فيهم (الدكتور معجب والمداخلون)، بعدها مباشرة وبهدوء بدأت الندوة الثانية!! هذا ما حدث تمامًا، وهنا الحادثة ليست قضيتي، بل تلك المبالغات والتأويلات والزيادات التي أُحِيْطَت بها من أطراف لم تحضرها، ومِن محاولة البعض النّفخ في حادثة عادية حتى وصلت لوكالات الأنباء العالمية!! فما أرجوه (المصداقية)، وأن نَتعايش أولًا مع أنفسنا قبل أن نبحث عن التعايش مع غيرنا، وأنّ نَقْبَل الرأي والرأي الآخَر، وبعيدًا عن التنظير أن نُؤمِن فِعْلًا بأنّ (الاختلاف في وجهات النظر لا يُفْسد للوِدّ قضية)!. [email protected]