قال مصدر دبلوماسي عربي بالقاهرة: إن الجامعة العربية اعتذرت لوزيرة خارجية السويد مارغو والستروم عن إلقاء كلمة لها أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية 143 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية أمس، بسبب افتراءاتها حول حقوق الإنسان في السعودية أمام برلمان بلادها. وقال المصدر إن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي قدم اعتذارا للوزيرة والستروم عن عدم إلقاء كلمتها أمام وزراء الخارجية العرب، وذلك في لقاء ثنائي بينهما في مقر إقامتها بالقاهرة. وأكد الوزراء رفضهم للتدخل الخارجي في الملف اليمني وشددوا على ضرورة دعم مسيرة الحوار الوطني تحت رعاية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وفقا للمبادرة الخليجية ومضامين قرار مجلس الأمن الأخير حول اليمن والدعوة لتطبيقه. من جهته أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب أمس يأتي في ظل ظروف استثنائية وتحديات غير مسبوقة يواجهها عالمنا العربي. وأضاف أن خريطة الواقع العربي مكتظة بالبؤر الملتهبة، وقد وفرت البيئة المضطربة في عدد من الدول العربية أرضا خصبة لنمو التطرف والإرهاب في ظل تفكك مؤسسات الدولة وغياب دورها جزئيا أو كليا». ودعا إلى بذل الكثير من الجهود للقضاء على الجهل، والفقر، وتفشي الأفكار الظلامية، وتفعيل دور مؤسساتنا الدينية لتوجيه الدفة نحو الفهم السليم لغايات الدين الحقيقية، وشدد على أهمية تطوير الخطاب الديني تعزيزا للوعي بصحيح الأديان السماوية ومقاصدها السامية من سماحة ورحمة وقبول للآخر». وأكد شكري ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية طاحنة ينذر استمرارها باحتمالات تفجر الوضع مجددا، كما جدد شكري الدعوة إلى الدول المانحة إلى الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها خلال مؤتمر «إعادة إعمار غزة» الذي عقد بالقاهرة في أكتوبر الماضي. مواجهة الجماعات المتطرفة من جهته أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن الأخطار المحدقة بالوطن العربي وشعوبه تتطلب العمل الفوري لمواجهتها ودرء مخاطرها بهدف اجتثاثها وفي مقدمتها التنامي الخطير والمقلق لظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف. وقال في كلمة له عقب تسلمه رئاسة الدورة العادية 143 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري أمس: إن بعض الجماعات الإرهابية أصبحت تسيطر على أراض في دول عربية وتتمدد فيها بما يهدد كيانات هذه الدول والأمن والسلم الدوليين، مشيرا إلى أن هذه الجماعات ترتكب ممارسات تتجاوز في وحشيتها كل تصور. وأضاف أن المطلوب منا جميعا العمل الجماعي والفوري في إطار جامعة الدول العربية لمواجهة هذه الجماعات وفقا للأطر القانونية التي يتيحها ميثاق جامعة الدول العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك. وأكد ناصر جودة ضرورة التضامن مع الدول العربية التي تعاني من الإرهاب بكل صور التضامن بما فيها تحقيق التكامل الاقتصادي الذي يمكن أن يقضي على أسباب ظهور واستفحال هذه الجماعات الإرهابية. وتطرق جودة إلى الأوضاع في سوريا فأكد على أهمية العمل من أجل الوصول إلى حل سياسي يحقق وقفا لأعمال القتل والعنف والدمار. دعم العراق في التصدي للإرهاب وحول الأوضاع في العراق أكد جودة ضرورة دعم الحكومة العراقية في التصدي للإرهاب وعلى رأسه تنظيم داعش، وبشأن الأوضاع في ليبيا قال جودة إنه لابد من مساعدة ليبيا على مواجهة الجماعات الإرهابية التي تهدد سيادتها ووحدة أراضيها، مؤكدا دعم بلاده للبرلمان الليبي المنتخب والحكومة الشرعية المنبثقة عنه ومساندتها في بناء المؤسسات الليبية ومنها إنشاء جيش وطني قوي، وتطرق جودة إلى مجريات الأحداث في اليمن، مؤكدا رفض التدخل الخارجي في الملف اليمني والعمل على دعم مسيرة الحوار الوطني تحت رعاية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمبادرة الخليجية ومضامين قرار مجلس الأمن الأخير حول اليمن والدعوة لتطبيقه. وقال إن الأردن يعتبر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية هو تحقيق لمصلحة حيوية أردنية عليا، من جهته أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للشؤون الفلسطينية بالأراضي المحتلة أن الجامعة العربية تتابع عن قرب القرار السابق بطرح مشروع قرار عربي جديد أمام مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين وفق سقف زمني محدد، كما تعمل الجامعة على متابعة الوضع في سوريا والجهود المبذولة من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، ونوه بالجهود المصرية من أجل تخفيف معاناة العالقين الفلسطينيين حيث استقبل مطار القاهرة أمس 27 فلسطينيا قادمين من عدة دول في طريقهم إلى قطاع غزة عبر منفذ رفح البرى بعد توقف عدة أسابيع بسبب الظروف الأمنية في شمال سيناء، بجانب السماح بعبور المساعدات والحالات الإنسانية. المزيد من الصور :