نبارك لمعالي وزير التعليم (أبي محمد) - كما يحب أن يسمى - الثقة الملكية الغالية والمزدوجة ، وأعانه الله على حمل الأمانة و أداء الرسالة التي يعرف الجميع مدى جسامتها وضخامتها ، فقد تسلم معاليه وزارتين في واحدة ، وأصبح مسؤولا عن مستقبل التعليم في المملكة ومخرجاته بشقيه العام والعالي وعن كل ما يرجى من دمج الوزارتين ، حيث إن القرار السامي الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين بدمج وزارتي التعليم العام والعالي ، ينطوي على غايات عظمى ( تعليمية ووظيفية ووطنية ) ولا شك أن أهم ما يمكن أن ينتج عن الدمج وضع استراتيجية تعليمية و خطة وطنية لتحسين مخرجات التعليم العام وانخراطها في التعليم العالي بانسيابية وتكامل . دمج الوزارتين يمنح دورة التعليم الفرصة للدوران الحيوي ، فمخرجات التعليم العالي تعود لميدان التعليم العام للعمل على إنتاج مخرجات تغذي قنوات التعليم العالي . ومن ناحية فإن الإستراتيجية التعليمية ستصبح ذات رؤية أكثر وضوحاً وأهدافها أكثر تحديداً وسيمنح وزارة التعليم القدرة على أداء رسالتها والاضطلاع بدورها الرئيس في صناعة مستقبل المملكة التنموي بهندسة المخرجات وتصميم المصانع وفقاً لمتطلبات العصر خاصة ،ومعالي الوزير مهندس معماري وخريج جامعة الملك سعود ما يعني الارتباط بالتعليم الحكومي لفترة طويلة كافية لمعرفة تفاصيله . ويتبقى سؤال حول مستقبل علاقة وزارة التعليم بالمركز الوطني للقياس والتقويم (قياس) وهل سيبقى كما هو بعد دمج الوزارتين ؟ و ما جدوى اختباراته إن بقي ، فوزارة التعليم هي التي صنعت المخرجات وهي التي ستتبنى ضخها للتعليم العالي ، فهي المصدِّر والمورد ، وهي المرسل والمستقبل ومن غير المنطقي أن تكون أي جهة أقدر منها في تقييم وتقويم المخرجات واستيعابها في شقيها العام والعالي ، خاصة وأن المركز الوطني للقياس والتقويم لا يزال يصمم اختباراته على نحو مدهش ، دهشة الغموض والحيرة و ليست دهشة الإعجاب التي بإمكانه إن تعامل مع قياس المخرجات وتقويم المدخلات بموضوعية علمية ومسؤولية وطنية باختبارات منطقية ذات علاقة بالمجال المستفيد ، وإلا ما معنى أن يكون ثلاثة أرباع اختبار مخرجات الأقسام الأدبية ومدخلات الأقسام الأدبية هي أسئلة كمية تعجيزية ؟! أختم بالعودة للموضوع الرئيس ،وزارة التعليم والتطلعات بعيدة المدى المرجوة من الدمج والتي نتمنى أن تحسن خططها نواتج التعليم وأن تنهي مشكلة قبول الطلاب في تخصصاتهم الجامعية المأمولة والتي طالما طوّح بها (قياس) لنقيضها تماماً ، وأن تحدد وزارة التعليم علاقتها بمركز (قياس) وتحجم تأثيره المصيري على مستقبل الشباب والبلد أو تملي عليه الاختبارات التي تهمها - إن استمرت العلاقة - وبقيت بعض الجامعات تشترط اجتياز اختبارات المركز الوطني للقياس والتقويم للقبول في كلياتها . @511_QaharYazeed [email protected]