وصف مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بعض ما تطرحه وسائل الإعلام من خلال القنوات بأنه دعوة إلى الفسق والفجور وأن من ينشر المعاصي أو ينادي لها في وسائل الإعلام قليل حياء وإيمان، وبعض أصحاب القنوات والكتاب لا يخافون الله فيما ينشرون وأنهم دعاة فتنة وضلال. وأشار آل الشيخ إلى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قائلًا إن من المصائب أن ترى بعض الكتاب المسلمين، يكتبون أشياء تضاد الدين والعقيدة والقيم والأخلاق الفضيلة، وهذا لاشك من نشر الفساد ومن المعاصي وأمرها خطير، فأتق الله فيما تكتب وراقب الله فيما تقول، فإن يكن فيها خير فاكتب واجتنب ما يضر الدين، احذر أن تكون داعيًا لضلال دون أن تشعر بالأقوال والأفعال. وقال في خطبة الجمعة اليوم في جامع الأمام تركي بن عبدالله وسط الرياض: إن العبد يخطئ ولكن فرق بين من يعمل خطيئة مستتر بها مستخفٍ بها عالم باطلاع الله عليه وأن الله يعلم سره وعلانيته لايخفى عليه حاله وهذا يتوب إلى الله ويندم على ما مضى فإن من اعترف بذنبه وأقر بخطئه يرجى له الخير، لكن من عمل سيئة وتبجح بها ونشرها بين الملأ في كل مجلس فرحًا بها فهذا دليل على مرض قلبه، للمجاهرة بالمعصية ضرر كبير ومن أعظم ذلك أن ترى بعض المسلمين يسمع صوت الأذان حي على الصلاة فيدخل بيته غير مبال بهذه الفريضة وكأنه غير مخاطب بها وما أذن المؤذن وماعملت المساجد إلا للصلاة مع جماعة المسلمين وبعض الشباب تراهم في الطرق العامة يؤذون الناس برفع أصوات الأغاني ويجاهرون بها فينشغلون عن طاعة الله، وكل هذا من المجاهرة بالمعصية، ومنها أيضًا ما تنشره بعض وسائل الإعلام من الدعوة إلى الفجور والفساد فإنها على خطر عظيم وشر كبير فإن إعلان المعاصي في وسائل الإعلام المختلفة وإظهارها والدعوة إليها دليل على قلة الحياء والإيمان فإياك أخي المسلم أن تكون داعيًا للضلال وداعي فساد، اتقوا الله واستحوا أن يراكم الله على المعاصي وتبوا إلى الله واحذروا من نشر معاصيكم وخطاياكم فإن في نشرها إشاعة للفساد ودعوة إليه، فكفاك خطأ أن تعصي الله فلا تنشر تلك المعصية وتحدث بها فإن هذا الأمر خطير وشر مستطير ويدل على موت القلب، وأن الواجب على المحطات الفضائية التي يملكها مسلمون أن يتقوا الله في أنفسهم وما ينشرونه من برامج ومسلسلات، وأن يراقبوا الله في ذلك ويحذروا ألا تكون تلك المحطات مكانًا للفساد والسوء، فإن عرضوا فيها سوءًا وفسادًا فإنهم يحملون أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم بغير علم.