كلما يعلن عن حادث إرهابي في أي دولة فإن أول ما أتمناه أن لا يعلن أن من خلفه مسلمين، فالإسلام بريء من الأعمال الإجرامية والإرهابية ولكن البعض ممن ينتمي لهذا الدين العظيم يقوم ببعض التصرفات الفردية والتي من شأنها أن تشوه صورة الإسلام وخصوصًا في الدول الغربية، حتى أصبح المسلم هو المشتبه به الأول في أي حادث إرهابي. في الحادثة الأخيرة لم يكتفِ الإعلام في الغرب بأنه اتهم بعض المسلمين أنهم خلف الحادث الذي وقع مؤخرًا في مقر إحدى الصحف في فرنسا بل وذكرت بعض الروايات أنهم كانوا أثناء اقتحامهم مقر الصحيفة يرددون الله أكبر وغيرها من الصيحات الأخرى التي تذكر النبي صلى الله عليه وسلم. إن كانت تلك الصحيفة قد أساء بعض العاملين فيها لنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم فنحن لا نقبل هذا الفعل ولا نرضاه ويجب أن يتم محاسبة من قام به ومعاقبته وأن يتم التأكيد لتلك الصحيفة أن الحرية الإعلامية لها حدود يجب أن لا تتجاوزها وفي مقدمتها التطاول على سيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام. في المقابل فإننا لا يمكن أن نتحول من أفراد إلى قضاة نحاسب المتهمين على تجاوزاتهم ونحاكمهم ونقوم بتنفيذ الأحكام ضدهم، وسيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم إنما جاء رحمة للعالمين وجاء لنشر السلم والرحمة بين الناس ولم يأتِ لنشر القتل والإرهاب والعنف والبطش ضد الآخرين. هذه التصرفات الإرهابية هي مادة دسمة لأعداء الإسلام الذين يسعون لتشويه صورة المسلمين، فمن خلال هذا الحادث سنجد من يقوم اليوم بأذية المسلمين في فرنسا ومهاجمة المساجد وإعادة النظر في العديد من القوانين والأنظمة التي تخص المسلمين هناك مستشهدًا بمثل هذا الحادث الإرهابي. إننا إذ نستنكر ونشجب هذا الحادث الإرهابي الذي أدى إلى مقتل الأبرياء في فرنسا فنحن في المقابل نستنكر كل يوم الأسباب التي تؤدي إلى مقتل الأبرياء في العديد من دول العالم سواءٌ من خلال الممارسات الإجرامية للحكومات أو الخذلان الذي تجده بعض الشعوب من المنظمات الدولية. [email protected]