انتفض العالم مساء أول أمس انتفاضة كبيرة وذلك بعد أن لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وجرح حوالى 144 آخرون وفق آخر حصيلة لتفجيرات استهدفت ماراثون بوسطن ووصفتها الإدارة الأمريكية بأنها (عمل إرهابي) وندد بها الأمين العام للأمم المتحدة، وقد ذكرت المصادر الطبية أن هناك حوالى 17 حالة حرجة من ضمن المصابين، وأشاروا خبراء أمنيون أن التفجيرات صممت لنثر شظايا بمساحة واسعة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، كما تحدثوا عن العثور على عبوات لم تنفجر عقب الانفجارات الثلاثة. وعلى الرغم من نفي الرئيس الأمريكي وجود معلومات بشأن هوية منفذي تفجيرات بوسطن إلا أن البعض يأبى إلا أن يؤكد بأن هناك مصادر معلومات تشير إلى أن الشرطة تبحث عن رجل أسمر اللون أو داكن البشرة يضع على ظهره حقيبة سوداء مع إمكانية أن يكون أجنبي الجنسية أو يتحدث بلكنة أجنبية، وكأن لدى البعض معلومات أكثر مما لدى الرئيس الأمريكي، بل تجاوز البعض -وللأسف- هذا الحد وأشاروا إلى احتمال وجود شبهة أن منفذ التفجيرات سعودي الجنسية. إننا ضد الإرهاب وضد قتل الأبرياء وضد هذه الأعمال الهمجية والإرهابية، ونحن ندين ونستنكر مثل هذه الأفعال، كما نُعزي أهالي الضحايا، ونعزي كذلك الشعب الأمريكي في هذا المصاب، وفي نفس الوقت نرفض إلصاق التهم وبشكل مباشر بالآخرين دون تأكد أو تحقيق، ونرفض أن يحرص البعض على تقديم متهمين دون تحقيق ودون التأكد من وجود أدلة حقيقية تشير إلى ذلك الاتهام. في كل مرة تحدث تفجيرات -وخصوصًا في الغرب- تكون الجالية العربية عمومًا والمسلمة خصوصًا هي محل الاهتمام، وعلى الرغم من أن الشكوك لا تزال حتى اليوم تحيط بتفجيرات سبتمبر الشهيرة ومن كان خلفها، فها هي هذه التفجيرات تسعى لتجدد العهد بإلصاق شبهة الإرهاب بالعرب والمسلمين مجددًا. لقد أصبح لدينا سبب وجيه لافتعال الحروب وهو القضاء على الإرهاب، كما أصبح لدينا متهم جاهز لهذه التهمة يتمثل في اسم القاعدة والذي يأتي دائمًا أمام الغرب في صورة المسلم، فمن ينصف المسلمين اليوم من تهمة الإرهاب؟! [email protected]