أجزم أن الوزير أو المسؤول (غير التقليدي) هو الذي يطبق قاعدة تقول: (ليْسَ مَن رأي كَمَن سَمِع)؛ والوزراء الجُدد الذين حظوا بثقة قيادة هذه البلاد ودعمها اللامحدود، ذلك الدّعم الذي أغلق نوافِذ اعتذاراتهم أمام أيّ وَهَنٍ قد يصيب الخدمات التي تقدمها مؤسساتهم؛ وبالتالي فهم في تحَدٍّ كبيرٍ؛ لن ينجحوا فيه إلاّ إذا نفذوا مبادئ (القاعدة السابقة) التي تنادي برؤية المسؤول للواقع وليس السماع عنه، وهناك وسائل للوصول لتلك المحطة، منها: * برنامج دوري لزيارة المناطق والمحافظات البعيدة للوقوف على احتياجات أهلها دون اعتبار لتقارير ورقية قد تُزَيَف الواقع أحيانًا! * الزيارات التفقدية السّرية المفاجئة، البعيدة عن عيون الإعلام وكاميراته، وكذا لجان المتابعة المرتبطة بهم مباشرة. * خَلْع أبواب المكاتب والتواصل المباشر مع المواطنين بشتى الوسائل؛ وفي هذا الميدان عِشْتُ قبل سنوات مع بعض الزملاء في (صحيفة المدينة) تجربة فريدة، حيث نظم مكتبها في المدينةالمنورة بحضور رئيس تحريرها الدكتور فهد آل عقران اتصالات تفاعلية مباشرة للأمير عبدالعزيز بن ماجد مع أهل طيبة الطيبة عندما كان أميرًا لها؛ حيث اطلع خلالها سموه عن قُرْب على متطلباتهم! واليوم وفي ظل (التطور التقني) يمكن الإفادة من برامج التواصل الحديثة على اختلاف قنواتها؛ فهل نسمع قريبًا عن وزير يلتقي مع المواطنين وجهًا لوجه عبر (skype)، أو غيره من البرامج؟! * التعاطي الإيجابي مع ما تطرحه وسائل الإعلام من نَقْد موضوعي؛ فالإعلام الوطني الملتزم القائم بدوره الرّقابي مرآةٌ تكشف للمسؤول الكثير من الزوايا البعيدة عن دائرة رؤيته! أخيرًا في علم الإدارة يحتاج المسؤول لمدة لا تتجاوز (100 يوم) لمعرفة ماضي وحاضر إدارته، وبالتالي وضع الخطط والإستراتيجيات لمستقبلها؛ فهل نتوقع من الوزراء الجُدد عَقْد مؤتمر صحفي بعد ثلاثة أشهر يقدمون فيه برامجهم ومشروعاتهم ومواعيد ثابتة لتنفيذها، ولاسيما مع ارتفاع معدلات تفاؤل المواطنين بحضورهم -أعانهم الله-. [email protected]