* مصيبة أن تلعب (الورقة) في حسابات (الناس)، وفي حياة (الناس)، وفي مصالح (الناس)، الورقة التي ربما تُسقط حقوق البعض في أقل من الثانية، وتحوّلها بقدرة قادر إلى آخرين ربما هم لا يستحقونها!! وهي والله مأساة أن تكون الحياة للأقوى الذي باستطاعته مصادرة حقوق الضعفاء بانتهازية وأنانية بشعة، تحدث في ظل غياب الثقافة والوعي، وفي مقدمتها غياب القوانين المخوّلة بحفظ حقوق الجميع والمحافظة عليها، وهي غالبًا ما تحدث في المجتمعات التي تعيش حياة أقرب للغاب، ومن يقول: لا، أقول له: هي الحقيقة الصادمة، والسؤال: ماذا لو كنت أنت الضحية، كيف يكون حالك؟! ولي قصة عشتها أنا قبل 25 عامًا، يوم تقدّمت لمؤسسة ضخمة وقبلت على وظيفة بشهادة الثانوية، كانت الفرحة يومها أكبر من جسدي الناحل، لأعود في اليوم التالي لاستلام الكشف الطبي، وبمنتهى الوقاحة كانت الإجابة للأسف الوظيفة (طارت)، كنتُ يومها شابًا صغيرًا ضعيفًا لا حول له ولا قوة، يومها كان الفقر يكاد يلتهمني، وما استطعتُ أن أفعل شيئًا أبدًا سوى البكاء والخروج بخفي حنين!!!... * هي الورقة تلك القبيحة التي اغتالت أحلامي الصغيرة، هي الواسطة التي لا تخجل من أحد، ولا تهتم بمشاعر الآخر الذي صادرت منه حقه وقدّمته لغيره على طبق من ذهب، هكذا دون رحمة، هكذا دون منطق، هكذا دون تقدير، ومثل هذه الأفعال لا تضيف للإنسان سوى الخزي الذي يظل يُطارده حتى يوم الحساب، والله لا يُحب المعتدين، أنا هنا أتحدّث عن ورقة صغيرة مكتوبة بحبرٍ لئيم وقلمٍ مهزوم، وبنانٍ ظالم لا يحترم حقوق الآخرين؛ الذين هم مثله يتساوون في الحقوق والواجبات، وذنبهم أنهم بسطاء لا واسطة لديهم، ولا أحد ينظر في حالهم، وهي حقيقة مؤسفة يعيشها مجتمعنا اليوم بتفاصيل مؤلمة، حيث يُحقِّق فيها المتنفّذون كل أحلامهم، وعلى حساب مَن؟ البسطاء!!!... * (خاتمة الهمزة)... أتمنى من أي مسؤول أن يرفض أن يكتب الورقة أو يقبل الورقة، لكي لا يكون هو الأداة الذي تقتل الآخر وينسى أن الله شديد العقاب.. وهي خاتمتي ودمتم. تويتر: @ibrahim__naseeb [email protected]