سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خليجي (22) تعزز اللحمة بين الأشقاء مبادرة الملك عبدالله أثبتت للعالم أجمع بأنه رجل حكيم مجبول بالفطرة على حب التآخي والتعاضد، وتقريب وجهات النظر بين حكام الخليج والدول العربية، وحثهم على الوقوف بجانب الحق، والسعي إلى تحقيق السلام بين شعوب العالم أجمع
دورة الخليج لكرة القدم (خليجي 22) وما قدمته من محاسن كثيرة وتنافس شريف بين الأشقاء الخليجيين، وكان من أبرز هذه المحاسن مناصرة الجماهير لمنتخباتها، وتقارب شعوب المنطقة لتمثل الأخوة الصادقة بين الأشقاء في خليجنا العربي، والتقارب الواضح ليس بين الجماهير الخليجية فحسب، بل بين شعوب المنطقة قاطبة، فقد تفاعل الجمهور الخليجي سواء الذي حضر في الملعب أو الذي جلس أمام شاشات التلفزة بمختلف فئاته، وتفاعل بشكل لافت في تشجيع جميع الفرق بروح رياضية أخوية صادقة، حيث كان التنافس بين المنتخبات على أشده، تدفعه روح الحماس بين الفرق المتبارية للفوز وتحقيق المراتب المتقدمة من أجل رفعة سمعة بلادها، وتطلعات شعوبها نحو تحقيق النجاحات والفوز بجدارة بكأس الخليج العربي (22). لقد شجع الجمهور السعودي اللعب الجميل والمنافسة الجادة لكل الفرق المتنافسة، فقد رأينا كيف استمتعنا بعروض بعض المنتخبات مثل المنتخب اليمني الشقيق الذي أذهل الجميع وقدم عروضا ممتازة رغم ضعف إمكاناته وقلة خبراته، ولكنهم أثبتوا للجميع بأنهم قادمون بقوة، وأنهم منافسون مميزون جدا، وأن مستقبلهم الرياضي باهر بإذن الله، كما أثبت المنتخب العراقي الشقيق رجولة واضحة في الأداء، وإصرارا كبيرا على الفوز وكسب المباريات، وكذلك الأمر لبقية المنتخبات المشاركة ومنها: العماني، والقطري، والإماراتي، والبحريني، والسعودي التي قدمت عروضا قوية تليق بسمعة الكرة في بلدانها. الروح المعنوية والرياضية العالية التي تمثلت بين اللاعبين كان لها دور فاعل في نجاح الدورة، وكذلك الجمهور الرياضي السعودي والخليجي كان له الأثر الطيب في نجاح المباريات وشدة التنافس المتمثل في الروح الرياضية العالية بين المتقابلين، كما استقطبت هذه الدورة شعوب الخليج قاطبة، وقاربت بينها، بل وعززت اللحمة الخليجية، وزادت من التقارب والتلاحم بين الأخوة الأشقاء سكاّن المنطقة، وأذابت الخلافات بين دول المنطقة، وأصبحنا جميعا نهتف بأسماء المنتخبات الخليجية: عمانوقطر والبحرين والإمارات والسعودية والعراق نبذاً للتعصب، وبعيدا عن أي مهاترات تُفرِّق أكثر ممّا تُوحِّد. مبادرة خادم الحرمين الشريفين السامية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- تجاه أشقائه حكام دول الخليج العربي في لَمّ شمل الجميع، وإعادة المياه إلى مجاريها، ونبذ الخلاف، وتسوية المفاهيم الخاطئة التي تحدث عادة بين الأشقاء، مبادرة الملك عبدالله الإنسانية أثبتت للعالم أجمع بأنه رجل حكيم مجبول بالفطرة على حب التآخي والتعاضد، وتقريب وجهات النظر بين حكام الخليج والدول العربية، وحثهم على الوقوف بجانب الحق والسعي إلى تحقيق السلام بين شعوب العالم أجمع، وأن يهيمن السلام والمحبة على دول المنطقة، ومحاربة الإرهاب الذي مزق جسد الأمة العربية من قتل للآمنين، وترويع للغافلين، وتشريد للضعفاء من النساء والأطفال والشيوخ وإبعادهم عن دولهم إلى المصير المجهول. لذا حرص -حفظه الله- على تأكيد أواصر المحبة بين الأشقاء، وجمع كلمة رؤساء دول الخليج تحت راية واحدة، وهدف واحد، ورؤية واضحة في نبذ التشرذم والبعد عن الفرقة، وتأكيد التآزر والتمسك بحكم أواصر الدين واللغة والأخوة الإنسانية التي تنشدها كل شعوب المنطقة، وقد أسعدنا جميعا استجابة الجميع لهذه المبادرة المباركة، وعودة سفراء دول الخليج إلى قطر لأنها أحد مكونات هذا الكيان الخليجي العظيم. لنا رجاء في القائمين على رعاية الشباب في دول المنطقة في أن يصاحب دورة الخليج القادمة أنشطة رياضية مصاحبة (مقترح طرحه سمو الأمير خالد الفيصل في خليجي 22)، مثل ألعاب القوى التي تمارسها معظم دول العالم، وتكون بذلك نواة لدورة أولمبية عربية تشارك فيها كل الدول العربية، ويكون الهدف منها زيادة أواصر المحبة والتعاضد بين الأشقاء العرب، وتكون المنافسة شريفة وبروح رياضية عالية للفوز بالكأس الحقيقي، وهو لمّ شمل جميع الدول العربية تحت راية واحدة وهدف واحد، والتقارب بين شعوب المنطقة، ونبذ التعصب والاختلاف الذي أفقدنا كثيراً من هويتنا العربية والقومية. . [email protected]