سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أغبياء يتصدرون العالم !! ليس هناك ما هو أسوأ من الحمق إلا أن ترمي الآخرين به، ونحن للأسف أكثر شعوب الأرض رمياً للآخرين بالغباء وقلة الفهم، رغم أن كثيرا من تصرفاتنا وسلوكياتنا تمثل قمة الجهل والخطأ والغباء في نظر الآخرين
* هل هناك شعوب غبية وأخرى ذكية؟!.. وهل يمكن الحكم على شعب كامل بأنه غبي وقاصر الفهم لمجرد أنه يُفكِّر بطريقة مختلفة عنا؟! وهل تصرفاتنا وطرائق تفكيرنا هي المعيار و(النموذج) الأمثل، أو (المسطرة) التي يجب أن نقيس عليها مدى عقلانية أو عدم عقلانية سلوكيات بقية الأمم والشعوب؟! * في الصين، وقبل سنوات، دار بيني وبين بعض الإخوة السعوديين العاملين هناك حوار طويل حول مقال كنت قد كتبته في تلك الفترة تحت عنوان: (شعوب مخ ما في) أدافع فيه عن الشعوب الآسيوية التي نتهمها زوراً وبهتانا بأنها شعوب قاصرة الفهم رغم تفوقها الحضاري والتنموي علينا وبمراحل كبيرة.. واللافت أن معظم الحضور في تلك الليلة ورغم قربهم والتصاقهم بالمعجزة التنموية الصينية التي أدهشت البشرية جمعاء، كانوا يجزمون بل ويقسم بعضهم على أن الشعب الصيني -رغم كل قفزاته التنموية المذهلة- ليس أكثر من مجموعة من الأغبياء السذج و(محدودي الفهم)! مثلهم في هذا مثل معظم الشعوب الآسيوية، مستشهدين في حكمهم هذا باختلاف طريقة التفكير الصينية عن طريقة تفكيرنا السعودية (المقدسة) في معظم تصرفاتهم وردود أفعالهم!!.. وفي هذا دليل كافٍ -بحسب رأيهم- على حمق وغباء الشعب الصيني!. * مشكلة البعض أنهم يقيسون كل شيء بمقاييسهم الخاصة، معتقدين أن الآخرين لابد وأن يُفكِّروا بنفس الطريقة، وأن يروا الأشياء كما يرونها هم ومن نفس الزاوية!!.. فإن حدث اختلاف، رموا مَن خالفهم بالغباء!!. والمؤسف أكثر أن البعض يُعمِّم هذه النظرة على شعوب بأكملها دون أدنى التفاتة إلى منجزها الحضاري، أو إلى درجة تقدمهم عنا!.. ودون أن ينتبه أيضاً إلى أن كثيرا من ممارساتنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا تفتقر للعقل والمنطق أيضاً، ولعل أولها حبنا الجارف لتصنيف الآخرين و(الطقطقة) عليهم!. * لكل أمة ثقافتها الخاصة، بل إن لكل إنسان مفاهيمه ومعانيه وتفسيراته التي تكونت طبقًا لبيئته وتجاربه وخبراته الشخصية.. ولو جئت بعشرة أشخاص، وسألتهم عن معنى النجاح مثلًا لوجدت أن لكل منهم معنى مختلفا عن الآخر.. فهناك من يعتبر النجاح هو تحقيق المال والثروة.. وهناك من يؤمن بأنه السلطة.. بينما يؤمن آخر أن النجاح ليس أكثر من أن تجتاز اختبار نهاية العام الدراسي!. * كل شيء في هذا الكون نسبي.. حتى العقل والجنون.. فالخطأ صواب مؤجل، وما تراه أنت عين العقل، قد يراه آخرون قمة الجنون.. المعايير هنا تختلف بحسب اختلاف ثقافات الشعوب وعقلها الجمعي.. فالعقل كما يقولون يحتله الأسبق، وليس الأصوب بالضرورة.. والصينيون والآسيويون الذين يتهمهم (ربعنا) بالغباء أصبحوا أعظم قوى عالمية ناشئة خلال العقدين الماضيين، بل إنهم صاروا يحكمون العالم كله من خلال الاقتصاد.. أليس من الغباء اتهام شعوب تصدرت العالم بالغباء؟! * ليس هناك ما هو أسوأ من الحمق إلا أن ترمي الآخرين به، ونحن للأسف أكثر شعوب الأرض رمياً للآخرين بالغباء وقلة الفهم، رغم أن كثيرا من تصرفاتنا وسلوكياتنا تمثل قمة الجهل والخطأ والغباء في نظر الآخرين وبحسب معاييرهم وثقافاتهم.. فهل نعي هذا؟!. [email protected]