أحد برامج احتواء مَن هم في السجون هو مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والذي يقدم برامج تأهيلية لتقديم الإرشاد والدعم الفكري والنفسي والاجتماعي، وتدريب المساجين على اكتساب بعض المهارات التي تعينهم على التعايش الاجتماعي، وتقديم العون والمساعدة التي تُحقِّق التواصل الداخلي لمن هم داخل السجون مع باقي أفراد المجتمع، كما يسعى البرنامج إلى مناصحة ورعاية أصحاب الأفكار الضالة للتخلّي عن فكر التطرف والتكفير. هذه خطوة إيجابية، ولكن ماذا عن أولئك الذين هم خارج أسوار السجون وهم يعترفون أن لديهم سلوكيات خاطئة وغير صحيحة، وينشدون من يحتويهم ويخلصهم ممّا هم فيه، فكم من متعاطي للمخدرات يبحث عن أماكن آمنة تنقذه ممّا هو فيه، وكم من صاحب سوابق يتمنى من يأخذ بيده ليقطع الطريق على صحبة الشر لإعادته لما كان فيه، وكم من جاهل تلقفته أيدي أصحاب الفكر الضال فهو يدور في فلكهم، وعلى غير قناعة بأفكارهم، ويتمنى أن يسلك طريقًا آخر. في حوار مع إحدى الصحف الإلكترونية أقر أحد من يطلق عليهم لقب (هاكر) ومن قام باختراق لحسابات عدد من الإعلاميين والمشاهير الرياضيين الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بفداحة خطئه في اختراق تلك الحسابات مطالبًا باحتوائه هو ومن يحملون موهبته وتوجيههم للطريق السليم، مؤكدًا أنه لا يحمل عدوانية أو مواقف شخصية لأحد، مؤكدًا تأثره بالتعصب الرياضي الذي جعله يلجأ لمثل تلك الأعمال. عالميًّا تسعى بعض الشركات لاحتواء أمثال هؤلاء من خلال وضع بعض المسابقات لمن يتمكن من إيجاد ثغرات في الأنظمة الإلكترونية التابعة لهم وتحويلهم من مجرمين إلى محترفين وتسخير مواهبهم لصالح المجتمع بدلاً من استغلالها للإضرار بالمجتمع، وهذا ما نحتاجه اليوم من خلال فتح أبواب الأمل وتقديم الأمان لهم، بدلاً من الانتظار لحين القبض عليهم ثم السعي لإصلاحهم. بوابة الأمل مشروع كبير أتمنى أن يظهر على أرض الواقع، وأن لا يتخصص فقط في مجال محدد، بل يكون بوابة أمل لجميع من دخل نفق مظلم ويأمل في أن يجد الضوء. [email protected]