أكد مروِّج تائب (تحتفظ «الشرق» باسمه) أن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت على المروجين ومتعاطي المخدرات، فبضغطة زر يستطيعون إرسال صور المخدرات، ليتم بين الطرفين البيع والشراء. وأشار إلى أن معظم المروجين يعودون لضلالهم بعد الخروج من السجن نتيجة عدم احتوائهم وتقبلهم من قِبل المجتمع، حيث تكون المخدرات بمثابة الطريق السهل الذي يجنون منه الربح الوفير. يتحدث عن حياته ويقول «تزوجت مسياراً، وبعد ستة أشهر حصل خلاف بيني وبين أهل زوجتي، وصل بنا الأمر إلى دخول المحاكم»، مشيراً إلى أن مصدر دخله الذي يعتمد عليه من عشر سنوات انقطع بعد أن تم فصله، وبدلاً من أن يبحث عن مصدر رزق جديد، اتجه إلى ترويج «القات» وتهريبه من جازان إلى جدة. ندمتُ أشد الندم وقال «ما بُني على باطل فهو باطل، فقد ندمت أشد الندم، وقضيت من عمري خمس سنوات داخل السجن، أصبح المجتمع ينظر لي بازدراء، رغم أني عزمت على التوبة قبل خروجي من السجن، وفعلت ذلك، ولكن الناس لم يرحموني، ولم يغفروا لي ماضيّ الأسود، وأرى أن يتم احتواء التاب بعد خروجه من السجن، كي لا يعاود فعلته، حيث إن كثيراً من المروجين يعودون لماضيهم، كونهم لم يجدوا وظائف، فقد حُرموا من العمل، وفقدوا ثقة الناس، فطريق المخدرات هو الأسهل لهم دائماً، خاصة حين يكون إلى جانبهم فقط أصدقاء السوء، الذين يجرُّونهم للضلال من جديد». وسائل التواصل وبيَّن أن وسائل التواصل الحديثة تسهل على المروجين كثيراً، حيث يتم عبرها إرسال صور عينات المخدرات الجديدة، فيرسلها المروج إلى المتعاطي، فإن أعجبته يتم الطلب، ويحدد الكمية التي يريدها، ويتم توصيلها إليه. مشيراً إلى أن هناك تعاوناً بين المروجين والعمالة الأجنبية في محلات الميكانيكة، ويتم إخفاء المخدرات في شنطة السيارة، أو في أماكن معينة من أبواب السيارة، وقال إن طريقة الإخفاء داخل السيارة بطرق متعددة وأماكن معينة سواء في الأبواب أو الشنطة أو عمل أماكن معينة. نقاط التفتيش وأشار إلى أنه يواجه إحراجاً كبيراً عند نقاط التفتيش، حيث يظهر لديهم أن له سابقة، ما يجعلهم يوقفونه ويفتشونه بدقة، وكذلك عند تقديمه على أي وظيفة، ما يدفع صاحب العمل لرفضه والخوف منه، وقال «يُفترض أن لا يتم الكشف عن وجود سابقة للخارج من السجن في أي مكان يتجه إليه، ليستطيع التأقلم مع مجتمعه، ولا يواجه استفزاز وسخرية بعض منهم، حيث يخرج السجين باحثاً عن حياة أفضل في الغالب، ولكن تعامل المجتمع معه يعيده لما كان عليه». وبيَّن أنه يتمنى لو يحظى بوظيفة تسدّ رمقه، ولا تجعله يحتاج لأحد.