يبدو أن مجتمعنا بحاجة إلى دراسات نفسية وتربوية وسلوكية غائرة تصل إلى عمق مشكلاته وتقترح علاجا لها، فقد أصبح أفراد منه مستعدين للعراك والالتحام مع الآخرين لأي سبب تافه وكأن الواحد كان ينتظر المبرر للاشتباك مع غيره مهما كانت نتائج ذلك الاشتباك!، وآخر ما قرأته في الصحف قبل مدة قيام زوار لمستشفى في الطائف بالدخول في عراك رهيب نتج عنه إصابة خمسة منهم استخدمت فيه بعض الأجهزة الطبية الحديثة الغالية الثمن مما أدى إلى تحطمها وتلفها وحرمان مرضى المستشفى من الاستفادة منها، إضافة إلى ما سيصرف من مال ودواء لعلاج المصابين في حادث الشغب، وما احتاجه الأطباء والممرضون من وقت وجهد لإسعاف المصابين، وكل ذلك حصل لأن أولئك «السادة»! قرروا تحويل المستشفى إلى ساحة عراك وتشاتم وبذاءة وسوء خلق، دون أخذ ما للمكان من خاصية لكونه مستشفى لعلاج المرضى لا يحتمل مثله أن يتحول إلى ساحة عراك، بل إن الذوق والأخلاق والقيم لا تعطي الإنسان السوي أي حق في مد يده أو حتى لسانه على الآخرين حتى لو كانت المقابلة في شارع أو زريبة. ولكن ذلك ما حصل للأسف الشديد في مستشفى يحتاج من فيه من المرضى والعاملين إلى الهدوء والانضباط والتعامل الراقي فإذا به يتحول إلى حلبة صراع تؤدي إلى تحطيم أجهزة طبية وإهدار مال عام وتعطيل الانتفاع بما يحتاج إليه المرضى عبر رعونة وسفه لا يمكن قبولهما مهما انحطت الأخلاق وسادت الفوضى وانفلتت الأمور؟!. لقد أصبحت أقسام الشرطة في المدن والمحافظات، تتلقى يوميا حالات صعبة من العراك الشديد الذي يحصل في الشوارع والأحياء بل وفي المساجد أحيانا لأسباب تافهة وكأن أعصاب بعض الناس قد تحولت إلى كبريت قابل للاشتعال في أية لحظة، فهل ذلك عائد إلى ظروف ومصاعب الحياة، وهل لا توجد هذه المصاعب إلا في مجتمعنا أم أن الأسباب عائدة إلى شعور بالبطر والغطرسة والاستعلاء الذي يقابله من الطرف الآخر بطر وغطرسة واستعلاء مماثل، بما يؤدي إلى صدام بين الفريقين عند أية نقطة خلاف، وهل للشحن النفسي دور في تصور بعض الناس لأنفسهم أنهم الأفضل والأجمل والأكمل.. أما لماذا وكيف.. فمثل هذه الأسئلة لا محل لها من الإعراب عند من يرى نفسه فوق الجميع!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة