تضيع فيه المعاني، وتتوقف الحروف، وتخنقني العبرات، وتتحجر المدامع، أراهم يبادرون برسائل التهاني والمباركة، ولا أشعر بأي أحساس للعيد هذا العام.. إنه أول عيد أضحى وأنت لست بيننا.. فعيدي لا طعم له، ولا معنى له! وأي لذة بالعيد في غيابك يا أبي! منذ غيابك عنا ولم أذق طعم الفرح الحقيقي.. أبتسم وأضحك ولكن يعلم الله أن خلف كل بسمة دمعة، وخلف كل ضحكة كومة من الأحزان، كيف لي أن ابتسم وأنت لست معنا.. آآه يا أبي وألف آآه.. أي قول أقول، وأي كتابة أكتب.. كل الكلمات تفقد فعلها وسحرها أمام الموت. كيف نملك القدرة على الرثاء ولايزال حزن الأمس يطوف بالأرجاء؟ لكنه الموت يخطف ما يشاء ولا سلطان لحكمه عند حلول القضاء ولا نملك غير أن نقول «إنا لله وإنا إليه راجعون»، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، هذا العيد ليس ككل الأعياد، أنت هناك يا أبي في دار هي خير من دارنا، وصحبة هي خير من صحبتنا بإذن الله، فلتهنأ -طيب الله ثراك- اللهم ياحي يا قيوم أرحم أبي الغالي، العبد الفقير إليك علي بن أسعد حجار، وأجعل قبره روضه من رياض الجنة. اللهم اجعله من الذين سعدوا في الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض. اللهم إنه صبر على المرض فلم يجزع فامنحه درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب، فإنك القائل «إنّما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب». اللهم شفّع فينا نبينا ومصطفاك حبيبنا وسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، واحشره تحت لوائه، واسقه من يده الشريفة شربة هنيئة لا يظمأ بعدها أبدًا. اللهم آمين. كل عام وأحبة أبي بخير، كل عام والمسلمون والمسلمات في كل أنحاء العالم بخير، وتقبل الله من الحجاج مناسكهم، وحج مبرور وسعي مشكور. سحر علي حجار - المدينة المنورة