يشكّل جسر الجمرات منظومة متكاملة الخدمات للتيسير على ضيوف الرحمن في رمى الجمرات، بعد أن كانت هذه الشعيرة تمثل هاجسًا للجهات المعنية بسبب التدافع والزحام. وحملت الدولة على عاتقها همّ توسعة الجسر بما يتناسب مع الزيادة المطردة لعدد الحجاج. ومرالجسربعدد من التحسينات والتوسعات حتى انتهى الأمر إلى التوسعة الحالية التى وفّرت المزيد من التسهيلات، ومكّنت ضيوف الرحمن من أداء شعيرة الرمى بيسر وسهولة دون تعب أوعناء، وصمم جسرالجمرات ليتحمل 12 طابقًا، و5 ملايين حاج في المستقبل، وتبلغ الطاقة الاستيعابية له 300 ألف حاج في الساعة. وسيتم خلال موسم حج هذا العام الاستفادة من كامل الطاقة الاستيعابية لجسر الجمرات، حيث سيستفاد من الطابق الخامس المخصص لاستعمال الحجاج القادمين من جهة الجنوب عبر ممر للدخول، وآخر للخروج بجانب مقر الإمارة بالمشعر، ويخدم الحجاج القادمين من ريع صدقي عبر سلالم متحركة وعادية للوصول إلى المستوى الخامس مباشرة من دون الحاجة للعبور عبر الساحة الغربية للجمرات، إضافة إلى الحجاج القادمين من طريق الملك عبدالعزيز والعزيزية. وتم إكمال أعمال مباني السلالم المتحركة، ومباني الخدمات حيث تمت الاستفادة من أدواره الأربعة خلال المواسم الماضية وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع أكثر من 4 مليارات و200 مليون ريال. وتحولت منشأة الجمرات بعد الانتهاء من هذا المشروع الفريد من نوعه إلى مدينة عمرانية متفردة في تصميمها العمراني والهندسي، وسيسهم هذا المشروع في حل المشكلات الناجمة عن الزحام الشديد عند الرمي، حيث كانت منطقة الجمرات تشهد في الأعوام السابقة تدافع الحجاج عند الرمي وازدحامهم. وروعي في إنشائه نمط جديد من الهندسة النوعية التي توفر أهدافًا أساسية لانسيابية حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذا النسك، إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر، وذلك بتعدد المداخل وتباعدها ممّا يسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل، وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها، وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن لنسك رمي جمرة العقبة يوم العيد، ورمي الجمار أيام التشريق.