وصل الحاج محمد علي المرفع البالغ من العمر 75 عامًا إلى مشعر منى قبل 4 أيام سيرًا على القدمين بعد رحلة طويلة ومرهقة بدأت قبل أكثر من شهرين، عندما غادر مقر سكنه في اليمن في ثالث أيام عيد الفطر المنصرم، بعد أن ودّع أبناءه ال12 وبقية أهله، لا يملك من حطام الحياة الدنيا شيئًا، ولا يعينه في رحلة الحج غير عزيمة صادقة قوية لم تفلح السنون المتتابعة في كسرها. وعندما التقت «المدينة» ب»المرفع»، كان يحسو كوب شاي جاد به عليه أحد عمال النظافة بمشعر منى، ويقضم من رغيف في يده مع رشفات الشاي ليسدّ رمقه، وبعد أن انتهى من تناول طعامه البسيط حمل كوب الشاي الورقي الفارغ ووضعه في حاوية النفايات، استوقفناه فرحّب بنا وبدأ يروي قصته مع الحج. يقول المرفع: بدأت رحلتي في ثالث أيام عيد متجهاً إلى مكة قاصداً الحج.