إذا فقدنا شيئًا شعرنا بأهميته، وإذا كان بين أيدينا لم نرَ منه إلا مساوئه، حقيقة يكاد الكل يشترك فيها إلا من رحم ربي ممن توفرت فيهم بساطة نيتهم وتصالحهم مع الذات وهم في عصرنا هذا قليلو الفقد أو الإحساس بأنك يمكن أن تفقد عملًا أو عزيزًا أو صحة أو صديقًا لأي سبب ما يجعلك في لحظة تعيد ترتيب نفسك من الداخل لتتعرف على مامنحك الله إياه من مزايا عديدة وكثيرة لم تتح لك تطلعاتك الكبيرة واحلامك التي لا تنتهي إلى أن تستشعر قيمتها العظيمة وهذه حقيقة اناس يتباكون ويشتكون ضيم العيش وهم يملكون الصحة والعافية ولم يفقدوا عزيزًا، كل شخص على وجه الأرض خلقه الله وتكفل به ورحمه في كل أموره لكن الإنسان خلق هلوعا، أصبحنا نستمع لشكوى طيلة الوقت ومن الكل من الازدحام والغلاء والطموح، حلم الغني المستمر والحسد والمشكلات التي نختلقها لأسباب غير منطقية مع بعضنا البعض في أماكن العمل والمرافق العامة، وأصبح الشخص لا يخاطب وكأنه يحمل هما كالجبال فوق رأسه ولو دخلت في تفاصيل حياته اكثر لوجدت جوانب ايجابية رزقها الله إياه وتعتبر مواطن إشراق في حياته ولكن همه المستقبلي شغله عن الإحساس بمتعة ما منحه الله في الوقت الراهن لذلك نجد ان من يفقد أما أو أبا أو ابنا أو حتى عزيزًا او يتعرض لوعكة صحية أو أزمة حقيقية تبدأ تتكشف له الأمور بأن ما كان فيه لم يكن سيئا وانه كان في نعمة لم يستشعرها لأنه كان مشغولا بهم المستقبل الذي تكفل به رب العباد ولذلك فالاحساس بالفقد او الخوف ايضا هو نعمة من عند الله لأنها تعيد ترميم نفسيات البشر التي جبلت على الطمع وحب المزيد ليتوقف الإنسان لحظة ويرى ان ماعنده خير ولابد ان يقنع ويقابل هذه النعمة مهما كانت بالشكر فلنتصالح مع انفسنا ولنخطط لحياتنا تخطيطًا سليمًا مبنيًا على القدرات والمهارات التى نمتلكها لا على الاحلام ولنتعامل مع من حولنا بمعطيات مانراه لا ما نسمعه عنهم وما نكونه عن الآخر من قناعات لأننا بذلك سنساهم بتغيير تفكيرنا الى بناء مجتمع اسلامي سليم. ابتهاج منياوي [email protected] @madinanews2