ديننا الإسلامي الحنيف عالج كافة الأمور الدينية والدنيوية معالجة دقيقة وواضحة. وجعل لها طريقاً وأسساً ومبادئ يسير عليها كل إنسان منا في حياته.. فالإسلام يمتاز بالسهولة والواقعية والتنظيم لمختلف شؤون الحياة. ولذا نرى كتاب الله حين يتحدث عن فوائد العبادات، يذكر آثارها في النفس وفي المجتمع فيقول عن (الصلاة).. {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}، وقال تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إِلَّا الْمُصَلِّينَ}. ويقول عن الصوم: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، ويقول عن الزكاة: {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم}. ويقول عن الحج: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}. ويلاحظ في الألفاظ الواجبة في الصلاة أنها كلها في صيغة الجمع، وإن تلاه المصلي وحده في بيت أو على رأس جبل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}. الإسلام لا يرى العبادة مقبولة إلا إذا أدت إلى أهدافها الاجتماعية التي أشرنا إليها. ففي الصلاة: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً). وفي الصوم: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ويقول عن الحج: (من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبهم كيوم ولدته أمه). وقال تعالى في محكم كتابه الكريم: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} سورة الإسراء. ولعل ما يملكه كل إنساناً منا هو الإرادة فبها تردي كافة الواجبات المفروضة علينا من دينية ودنيوية ولا شك في أنهم بالصوم تقوى إرادتنا عندما نترك كل الأمور التي كنا نسير عليها قبل شهر رمضان المبارك من طعام وشراب وشهوات وملذات، إنما نتركه هذه الأمور بالإرادة القوية التي منحنا إياها رب العزة والجلال أصبحت بالتدريب طوال شهر كامل من أقوى ما يكون فعلى سبيل المثال لا الحصر الكل منا يعرف ويلاحظ ويشاهد ويرى بأم عينيه أن كثير ممن أصيبوا بعادة شرب الدخان اصبحوا خلال هذا الشهر الفضيل يتركونه بسبب الإرادة القوية التي منحها الله إياهم بتركه خلال هذا الشهر المبارك طواعية. ولعله من المفيد أن نذكر ما حدث من انتصار للمسلمين الصادقين في غزوة بدر الكبرى التي وقعت خلال شهر رمضان المبارك بين المسلمين والكفار). وهم قلة على الكثرة من الكفار ذات العدة والعدد - إنما كان بالإرادة والعزيمة القوية التي تريد أن تحق الحق وتبطل الباطل. ونحن من خلال ما تحدثنا عنه سابقاً وعن هذا الدين وعن هذه العقيدة الإسلامية الصحيحة ما علينا إلا أن نستفيد من هذه الإرادة القوية، فنعمل على تطبيق هذا الدين الإسلامي الحنيف تطبيقاً كاملاً حتى نسعد في الدارين وما علينا كذلك. ونحن نبني نهضتنا بقيادة قائدنا - ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وسدد على دروب الخير خطاه. وفي الختام اسأل الله رب العرش العظيم أن يهبنا الإرادة القوية التي نستطيع بها أن نعمل ونجدد ونطور ما يسعد أمتنا ويرضي قادتنا ويعلو من مكانة بلادنا في كافة مجالات الحياة. والله الموفق والمعين.