خطاب خادم الحرمين الشريفين مؤخراً تحركٌ جاء في وقته المناسب لأنه يلامس ما يعانيه العالم العربي ورسم صورة واضحة لتلك المعاناة اضافة الى ما تقوم به إسرائيل من وحشية وقتل وتدمير متواصل للانسان والجماد ، ليس غريباً عليها فعل ذلك فهي قامت على هذا النهج منذ سرقت الأرض العربية . لكن للاسف الإعلام العربي يعاني من خلل في طرحه ومضمونه واستثمار " الذروة الإعلامية " التي تؤثر على شريحة كبيرة من الرأي العام . وهو ما منح الفرصة لإسرائيل والجماعات المتطرفة للاستفادة من الخلل واستغلال وسائل الاعلام المختلفة بما فيه الاعلام الجديد للتأثير عليه وكسبه وتحويله الى أحزمة ناسفة والذهاب به الى الموت بعمليات انتحارية وغيرها لا سيما في مراحل عمرية محددة يسهل التأثير عليها واستثمارها كما يريدون خلال وقت قصير الإسرائيليون يتعاملون مع أحداث تؤثر بانعكاساتها على المواطن العربي وتحاول إزالة الحاجز النفسي بينه وبين كل ما هو إسرائيلي ، بقراءة التصريحات والخطابات الإسرائيلية خاصة خلال زمن رابين وبيريز تتضح محاولات الدخول إلى النفسية العربية للتأثير فيها على المدى البعيد إذا لم يكن القريب ، كتاب بيريز "الشرق الأوسط الجديد " يأتي ضمن هذا التوجه ، فقد صيغ بأسلوب يحمل أفكاراً ومقترحات تؤثر في التفكير العربي ، ولغة الحوار بين الأطراف المختلفة وهو ما هدف "بيريز" له لتكون منطلقاً لحوارات أخرى لخلق مناخ كما يزعمون يرسخ مفهوم أن الاتفاق مع إسرائيل يعني سلاماً وتنمية للعالم العربي أولاً وللعالم ثانياً!! وهو استنتاج يسعون من خلاله الى التأثير اعلامياً على نسبة كبيرة من العرب , لانهم درسوا جيداً سلبية العلاقة بين الاعلام العربي والمتلقي وضعف دوره حتى في وجود الاعلام الجديد ويراقبون مدى استفادة العرب منه , لذلك يملكون القدرة على الكذب والافتراء ومحاولة خلط الأوراق يجدون من يروج لها في بعض وسائل الاعلام العربية الى جانب تقليدية ونمطية الاعلام ذاته واعتماده على التطبيل والتلميع دون استخدام أساليب اعلامية مؤثرة وفاعلة. يقظة : إن من مقاصد الشريعة حفظ النفوس وحقن الدماء فإن حفظهما يجعل الناس في أطمئنان وطمأنينة ويشغلون أنفسهم لما خلقوا من أجله من طاعة الله وعبادته ويسعون في مصالحهم وإن حفظ النفوس وحقن الدماء عنوان صلاح المجتمع واستقراره وانتظام حياته فمتى حافظ أبناء الأمة على هذا الجانب العظيم عاشوا في طمأنينة ونعمة وهي ضرورة شرعية ومصلحة دينية وفطرة سوية وهي حق من حقوق الإنسانية يجب الاعتناء بها فدماء المعصومين عندالله معصومة ومحرم التعدي عليها إلا بالحق، مبينًا أن الاعتداء على النفس ظلم عظيم وظلم كبير كيف لا وهذا القاتل قد أثقل كواهل هذا الميت ويتم أطفاله ورمّل نساءه وقطع عمله بقطع حياته فإن بموت الإنسان ينقطع عمله، مشيرًا إلى أن شريعة الإسلام جاءت بحفظ النفوس وحمايتها. المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. تويتر: falehalsoghair [email protected]