سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجاسر .. هل يجسر هوة الخطوط ؟ هل يستطيع الجاسر بخبراته الإدارية التي اكتسبها في مجال النقل بمساراته المُتعددة المساهمة في تقديم السعودية لخدمات نوعية تتواءم مع ما تُقدمه مثيلاتها ؟
لا أحد يُنكر الوضع غير المُريح لخطوطنا الجوية في الكثير من المسارات تبدأ من المعاناة المُزمنة في توافر مقاعد تُغطي الحاجة المُتزايدة للمسافرين الذين وجدوا أنفسهم مُجبرين على وسيلة الطيران في مساحة قارة ، بعد أن تعذر إيجاد بدائل - كالقطارات - تُخفف الضغط على المُستفيد ومُقدم الخدمة في آن واحد مستندين في ذلك على مُبررات غير مُقنعة ، مروراً بعدم توافر شركات مساندة للخطوط السعودية تقوم بنقل المسافرين - داخلياً - بين مدن المملكة ، بعد أن استبشر الناس بدخول بعض شركات الخطوط إلى سوق الطيران السعودي ، ولكن خيبة الأمل حلَّت عندما تفاجأوا بأنها مُخصصة للرحلات الدولية ، في الوقت الذي تُعاني الرحلات الداخلية من عجز كبير ؛ حيث كان من الأولى أن ينص العقد المُبرم مع هذه الشركات بأن تٌقدِّم خدماتها في الداخل ، ولا يقتصر استثمارها على الخارج ، وانتهاءً بتهميش المطارات الإقليمية التي كانت تعمل بشكل جيد قبل سنوات من خلال توافر رحلات بينها وبين مثيلاتها الإقليمية ؛ مما انعكس سلباً على تدني عدد الرحلات المُدرجة على قائمة الخطوط السعودية من جهة ، وارتفاع درجة الاحتقان العددي الذي تُعاني منه المطارات الدولية . يستلم المهندس صالح الجاسر المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية – الذي نتمنى له التوفيق – مهمة قيادة هذا المرفق الحيوي في وقت تتعالى صيحات المواطنين من المعاناة التي يعانونها ، فهل يستطيع الجاسر بخبراته الإدارية التي اكتسبها في مجال النقل بمساراته المُتعددة – بحسب ما هو مُدوَّن في سيرته الذاتية – المساهمة في تقديم السعودية لخدمات نوعية تتواءم مع ما تُقدمه مثيلاتها ؟ سؤال كبير من الصعب أن نجد عليه إجابة آنيِّة ، ولكن ليسمح لنا سعادة المدير الجديد بمشاركته ببعض الأفكار التي قد تُحسِّن من مستوى الأداء وهي : 1- التركيز على الصيانة لأن التقارير الدولية عن صيانة السعودية أظهرت عدم كفاءة هذه الصيانة ؛ حيث كشفت وكالة سلامة الطيران الأوروبية عن حجب ثقتها عن مجموعة من شركات طيران تابعة لحوالي 18 دولة حول العالم من بينها الخطوط السعودية ؛ حيث أرجعت السبب الرئيس في حجب الثقة في فشل الوفاء بمعايير سلامة العمل الخاصة بحماية التقنيين الفنيين الذين ينفذون أعمال الصيانة على الطائرات وليس بسبب حالة طائرات الأسطول التابع للخطوط السعودية الذي يعد من أحدث الطائرات ، ويجدر التنبيه هنا بأن الخطوط سبق وأن تلقت تحذيرًا مماثلاً في عام 2009م ؛ مما يعني أن الخلل متراكم على سنوات ، وقد يتعاظم ويحدث ما لا يُحمد عقباه - لا قدَّر الله - . 2- ضرورة إعادة انطلاق الرحلات الداخلية من المطارات الإقليمية وعدم اقتصارها على المطارات الدولية لتكون محطة انطلاق للأخرى الإقليمية . 3- المساهمة – بحكم عضويته – في مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني في فك الاحتكار غير المنطقي المُتمثل في سيطرة السعودية على السوق المحلية ، وأهمية فتح المجال لشركات ذات خبرة في الدخول لسوق الطيران السعودي ؛ لأن هذا الإجراء في حال تطبيقه سيُخفف عن السعودية الضغط الذي يُعيقها عن تقديم خدمات ذات جودة عالية . 4- وضع ميزة لحاملي بطاقات الفرسان – خاصة الذهبية – سواءً أكان ذلك بتصميم قاعات خاصة لهم في المطارات الداخلية أو الدولية أسوة بالخطوط الأخرى مع ضرورة وجود آلية لتصعيدهم للطائرة . 5- إعادة الوجبات التي كانت تُوَّزع على ركاب السعودية – حتى ولو كانت مدة الرحلة قصيرة – فقد كانت موجودة قبل سنة تقريباً ، ولكن يبدو أن ثمة حالة تقشُّف أصابت ميزانيتها ، مع التركيز على النظافة في إعدادها لتجاوز بعض الإسقاطات السلبية التي تتناولها الصحافة بين الفينة والأخرى . [email protected]