أسأل الله أن يرحم المبتعثة الشهيدة "ناهد المانع"، التي قُتِلَت غيْلةً في بريطانيا، على ما يبدو بدواعي عنصرية، على يد قاتل قد تجرّد من الشفقة والإنسانية، سيّما أنها كانت مرتدية حجابها الإسلامي المحتشم. هذا أولًا، أمّا ثانيًا فأنا أعتقد أنه لا يعني أن تُوضّح جامعة الجوف، المنتسبة إليها ناهد، أنها لم تُجبرها على الابتعاث الخارجي، بأنّ الإجراءات التي أقرّتها الجامعة فيما يخصّ اختيار المقاطعة التي درست فيها ناهد، هي سليمة مئة بالمئة، خصوصًا إجراء التأكد من تقبّل سُكّان المقاطعة لعادات الأجانب الوافدين عليهم، ومنها ارتداء الحجاب. وجامعة الجوف ليست وحدها، بل كلّ جامعاتنا، تنقصها قاعدة معلومات (Data base) لمعرفة درجة التقبّل لمبتعثينا ومبتعثاتنا في المقاطعات المعتمدة لهم في بلاد الابتعاث، والتي تختلف من مقاطعة لأخرى، وفي بعضها سُكّان بيض معروفون بكرههم الشديد للمسلمين. هكذا قاعدة معلومات فيما لو توفّرت ستقي مبتعثينا ومبتعثاتنا الكثير من المشكلات، وها هو شخص بريطاني اسمه فيليب هاريسون، قد عاش في الرياض، ويتحدث العربية بطلاقة، ويتعاطف معنا كثيرًا، يؤكد ذلك، وينصح في شريط فيديو منشور له في اليوتيوب، بأن نسأل عن كلّ مقاطعة في بريطانيا قبل عيْش المبتعثين والمبتعثات فيها، لتفادي الاعتداءات العنصرية، وكنت أتمنّى أن تتولّى وزارة التعليم العالي بنفسها مهمّة السؤال، بما لها من إمكانات وعلاقات تفوق ما لدى المبتعثين والمبتعثات، لكن قدّر الله وما شاء فعل، فالسؤال السؤال قبل الندم على المآل!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وطس آب، تقول فيها إنّ ملحقياتنا الثقافية يقع عليها دور حيوي ومهم الآن، وهو التفاعل السريع مع أي شكوى للأمن والسلامة قد تصل إليها من مبتعثينا ومبتعثاتنا، مهما كانت بسيطة، فقد تكون مؤشرًا على أمرٍ أسوأ، ورفع معنوياتهم، والتواصل الدائم معهم، وحلّ مشكلاتهم، فهم في حاجة لذلك، وقد ازدادت حاجتهم بعد استشهاد ناهد أضعافًا مضاعفة!. @T_algashgari [email protected]