كم لوت أعناقنا لطمات الحياة، وتجلت على إثرها السطحية في العلاقات، فكانت نقطة النهاية الصادمة بيننا وبين من يقصر علاقته معنا على منطق اللا انتماء للاشيء. ما أجمل الأزمات القاسية التي تمر بنا.. نعم ما أجملها، وكم لها من جميل علينا، ولو كانت روحًا لانحنيت أمامها وقبلت يديها. لست ساخطة عليها، ولن ألعنها، فقد أزاحت الأزمات من طريقي أولئك الذين كان وجودهم عبئًا على حياتي، وفي المقابل كان انسحابهم نعمة وهدية ثمينة قدمتها لي تلك الأزمات على طبق من ذهب. بين الحقيقة والزيف في العلاقات كانت الأزمات فيصلاً، ومجهرًا أماط الأقنعة السوداء عن وجوه الكثير من المهرجين حولي. **** هذا الطفل الصغير الذي يسكن بسلام في أعماق روحي، وامتلك أسرار العبث بتفاصيل مشاعري، وغدى أمسي ويومي وغدي، فأمطرني دفئًا وبراءة. كنت أقف أمام عفويته حائرة.. أحاول أن أفهم تلك الرموز من لغته الجميلة التي كان يتمتم بها معي. حفيدي عبدالمجيد.. شكرًا لك لأني تنبهت أخيرًا أنك دون قصد منك، ومع كل موقف مررت به معك كنت تهديني درسًا مجانيًّا في فن التواصل الإنساني الصادق دون شرط أو قيد. **** يقولون أن هناك حاسة سادسة يمتلكها البعض منا، وتظهر في مواقف الحياة والعلاقات بين الناس، إلاّ أني في كثير من بعض المواقف أفقد كل حواسي وأقف أمامها عاجزة عن تفسير أسبابها.. أقف عاجزة.. عن فهم من يمتلك كل مقومات النجاح، ويقف مستسلمًا صاغرًا أمام من يزرع في طريقه العقبات، لا لشيء.. اللهم إلاّ أن ذاك الآخر كان يمتلك الحاسة السادسة فالتقط مفاتيح شخصيته، ثم استدرجه إلى عالم الانصياع الكلي له وهوى به في قاع التنازلات. أقف عاجزة.. عن إدراك أولئك الذين يعلمون حقيقة أنهم يصادقون من يحترف المبالغة والتهويل والتفاخر بعلاقاته مع هذه الشخصية أو تلك بسبب أو بدون سبب، ومع ذلك يقفون صفًا واحدًا مهللين ومصفقين له. الحاسة السادسة هنا ظهرت جلية وواضحة عند الفريقين على حدٍ سواء.. فذاك المحترف كان يعي تمامًا أنه أمام فريق يحظى بالسذاجة مع مرتبة الشرف الأولى، وكان بالنسبة لهم بمثابة الإكسسوار الذي يتجملون به أمام الفريق الثالث الذي يملك القدرة على مسايرة ذاك وهؤلاء.. وتنتهي عند حد المصالح لا غير. [email protected]