ما معنى أن يكون النقد والتوجيه والإصلاح تجاوزًا ، وطريقًا لحصر الوطن في زاوية معتمة من القبح ؟ هل كل ما في وطننا وعاداتنا وتقاليدنا سوادٌ في سواد؟! إلى متى والبعض يصر على تصيد الخلل وحده دون غيره و تصديره إلى الشاشات الفضائية للمتاجرة به؟ ألم يحن الوقت بعد ونحن في زمن الوعي بالمسؤولية الوطنية، أن يكون لنا كلمة ونقول: كفى وكفى وكفى؟ فأي مجتمع به الصالح والطالح والخير والشر، ونحن لا ندعي المثالية أو الفضيلة ،و نقر ونعترف أن لنا أخطاءً بالجملة، ولسنا كلنا سواء في ذلك، ولكن هذا لا يمنع من أن تراثنا العريق، وحاضرنا المشرق يزخران بالكثير من القصص والمواقف والعبر التي تنتظر مؤلفًا يسطر على صفحات أوراقه واقعنا كما هو بلا زيف أو تشويه، ليجتث الخلل من جذوره، أويبرز الجمال دون مبالغة. اعتدنا عامًا بعد عام أن تركز الأعمال الدرامية السعودية في طرحها على أن تظهر مجتمعنا إما أنه فاره الثراء تحيطه الشبهات، أو أنه مجتمع بدائي يسكن الدور القديمة ويرتدي رث الثياب، حتى لهجتنا المحلية لم تخل من التهكم والسخرية، فبتنا نخجل من ردود الأفعال خارج المملكة وداخلها، حيث تمكنت تلك الدراما بجدارة أن تعطي المتابع لها تصورًا خاطئًا عنا، فلا يصله إلا أننا مجتمع تحكمه المادة، أو أنه مجتمعٌ يتسم بالانعزالية والغوغائية والتناقض والفوضى والعشوائية وكل تلك المهاترات الدرامية لم تكن إلا من أجل استباحة الضحك للضحك علينا، وهذا ما لم يقبله اليوم عقل المشاهد المحلي المتابع لأعمالهم، بعد أن كان يومًا ما مضى من أول المصفقين والمؤيدين لهم !! وما تلك الشطحات المعيبة والمتنامية في حقنا من خلال مهزلات (طاش ما طاش،بيني وبينك ،هوامير الصحراء ) إلا دليل بين على إذكاء ذاك التصور وتأكيده من قبل فئة أعطت لفكرها الأحقية في أن يستبيح ويحلل ويحرم ويسن ويشرع ويقَوِّم ويصدر الأحكام ، وجلدت بسوط من حديد جسد هويتنا وتراثنا و قدسية القوانين والتشريعات ، لِتَصِمنا عمدًا أننا مهما بلغنا من الرقي لا نزيد عن أننا شعب متخلف دينيًا وفكريًا واجتماعيًا ووطنيًا. مرصد.. وزير الإعلام السعودي المبدع ..د.عبدالعزيز خوجه .. من مواطنة غيورة (متى تصبح الدراما السعودية من خلال قناتنا الأولى صناعة تصدِّر بواقعية أجمل ما فينا لتمحو عنا القُبح الذي وُسمنا به)؟؟ [email protected]