تتعدد أشكال وأنواع المخدرات وطرق تعاطيها تبعا لنوع وشكل المخدر.كما تتعدد وتتنوع وسائل وأساليب علاج الادمان علي المخدرات. فالعلاج الطبي مثلا يركز على علاج الاعراض الأنسحابيه للمخدر بينما يركز كل من العلاج الاجتماعي والنفسي على جوانب الشخصية وما يحيط بها من مؤثرات خارجية وداخلية . ظهرت في الاونة الاخيرة العديد من الممارسات الاجتماعية والطبية والنفسية التي تهتم بعلاج الادمان على المخدرات. فعلى سبيل المثال أصبح الوخز بالإبر الصينية منذ أواخر القرن العشرين مثار البحث العلمي وموضوع جدل بين الباحثين في مجال الطب والأطباء في الغرب. وتؤكد الحقائق والدراسات العلمية ان الوخز بالإبر الصينية حقق نجاحا ملحوظا في علاج المدمنين على المخدرات . حيث تم اكتشافه بالصدفة في مدينه هونج كونج لمدمن المورفين الذي تم تخديره بالإبر الصينية في الاذن والجسم لإجراء عملية جراحية في القلب وبعدها توقف عن تعاطي المورفين قائلا للأطباء (( لا اشعر بالرغبة في تعاطي المورفين)) وفي عام 1996 أكدت منظمة الصحة العالمية انه يمكن للإبر الصينية علاج 64 مرضا منها الادمان علي المخدرات . وقد تم اعتماد برنامج الابر الصينية في علاج الادمان عالميا و دوليا وأصبح يمارس في جميع مراكز علاج الادمان حول العالم . ظهر في الاونة الاخيرة الكثير من الاهتمام وجرت العديد من البحوث حول سم النحل واستعمالاته في علاج الكثير من الامراض وقد جاءت معظم هذه الابحاث والدراسات بنتائج ممتازة , ولا يخفى على الجميع بأن طرق ونهج استخدام سم النحل في علاج الامراض يتبع نفس الطرق العلاجية للوخز بالابر الصينية . وقد اثبتت الابحاث والاختبارات السريرية في الطب الحديث ان لسم النحل خواص علاجية ثابتة ومحددة وواضحة جدا. بالإضافة الى ذلك فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ان في النحل علاجا وشفاء للامراض « فقال عزوجل .... يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ )) فلو تفكرنا في مكونات سم النحل لوجدنا ان سم النحل يحتوى على مادة الميليتين وهى مادة مضادة للالتهاب تبلغ قوتها مئة مره ضعف قوة الكورتيزون ويحتوى ايضا على مادة الادولابين وهى مادة مسكنه للألم عشرين مرة ضعف قوة المورفين وهى ايضا خافضه للحرارة خمسة اضعاف قوة الاسبرين ويحتوى سم النحل ايضاً على مادة الابامين المحفزة لتوصيل الإشارات العصبية. كما يحتوي علي هرمونات ومواد بروتينية كثيرة تعمل على زيادة كفاءة الجهاز المناعي وزيادة نشاطه وتعمل على زيادة سريان الدورة الدموية . . . وسم النحل يؤثر على الجسم بأكمله ويزيد قدرته على المقاومة اذ يتركب من حمض الأيدروكلوريك والفورميك والأرثوفوسفوريك والكولسين والهستامين والتبوفان وفوسفات المغنسيوم والكبريت. كما يحتوى على آثار النحاس والكالسيوم وعلى نسبة كبيرة من البروتينات والزيوت الطيارة وهى التي تحدث الألم عند اللسع فسم النحلة هو تركيب من الإنزيمات والبروتينات والأحماض الامينية . وحول الدراسات والأبحاث في هذا المجال قدم المركز الدولي في اليابان دراسة حول استخدام سم النحل في علاج مرض الايدز ويقول الدكتور علي محمد علي المدرس بكلية عين شمس ان فكرة استعمال سم النحل في علاج مرض الايدز تعتمد اساسا على رفع المناعة الطبيعية في الجسم عن طريق الوخز بسم النحل . كما أثبتت أحدث الدراسات التي استخدمت سم النحل في مجال علاج الادمان على مادة الميثامفيتامين لمجموعة من الفئران ان الوخز بسم النحل له نفس تأثير الوخز بالإبر الصينية في العملية العلاجية للمخدرات ... ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا : ...هل التركيب الكيميائي لسم النحل يمكن ان يساعد ويخفف من الاعراض الانسحابية للمخدر كما تعمل مادة النالتركسون في علاج كبح مستقبلات المواد الافيونية ؟ هل يمكن الاستغاء عن الميثاودن واستخدام سم النحل للعلاج المدمنين على المخدرات ؟ . ان موضوع سم النحل مازال تحت الدراسة والابحاث في الوقت الحاضر وليس هناك أدنى شك في انه سوف يشغل مكاناً مرموقا في الاغراض العلاجية والوقائية في مجال الادمان والمخدرات في المستقبل القريب . تركي حسن أبو العلا - مكة المكرمة