دخل الجيش السوري أمس الجمعة، حمص القديمة بعد معارك استمرت نحو سنتين وإثر انسحاب مقاتلي المعارضة منها بموجب اتفاق بين الطرفين، ولم يجد مئات من سكان هذه المنطقة بعد دخولها سوى الدمار والركام. ويعزز بذلك النظام السوري موقعه في وسط سوريا بعد أكثر من 3 سنوات على بداية الأحداث في سوريا التي أوقعت أكثر من 150 ألف قتيل. وأعلن محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس برس أن آخر مسلحي المعارضة السورية غادروا الجمعة معقلهم السابق في وسط حمص حيث دخل الجيش السوري للمرة الأولى منذ أكثر من عامين. وشاهد مراسل فرانس برس مئات المدنيين من كل الأعمار يدخلون حي الحميدية المسيحي ومناطق مدمرة في وسط المدينة لتفقد منازلهم، وبدا عليهم التأثر فيما أغرورقت عيونهم بالدموع. وقال المحافظ البرازي «تم بالفعل الانتهاء من عملية أخلاء المدينة القديمة بكامل أحيائها من السلاح والمسلحين لا بل أن كتيبة الهندسة استطاعت التفتيش ومعالجة مناطق تشمل 70 بالمئة من المدينة القديمة». وتابع المحافظ «أعلنا لجميع الأهالي أن بإمكانهم الذهاب إلى أحياء الحميدية وبستان الديوان وباب هود والورشة والدخول إلى منازلهم أو محالهم التجارية لتفقدها وطلبنا من الجميع تشكيل لجان محلية على أرض الواقع من أجل المساعدة وتقييم الأضرار وبدء إعادة الخدمات الأساسية». واعتبر البرازي أنه مع «إجلاء 1800 مسلح ستكون الأمور إيجابية وستمهد لتسويات ومصالحات في مناطق عديدة خصوصاً الوعر» وهو الحي الوحيد الذي لم تدخله بعد القوات النظامية السورية. ومشى الرجال والنساء والأطفال الذين بدا بعضهم مصدومًا بين الركام للبحث عن حطام منازلهم. وخضعت مدينة حمص لأطول فترة حصار ترافقت مع غارات جوية مكثفة، في تكتيك استعان به النظام لتركيع مقاتلي المعارضة. وقتل 2200 شخص في المدينة في عامين بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. المزيد من الصور :